رحّب الرئيس عبدالفتاح السيسى بضيوف المؤتمر السنوى للبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، مُعرباً عن سعادة مصر باستضافته بعد 3 مؤتمرات افتراضية، حيث حرصت الدولة على إعداد شرم الشيخ بشكل يليق بالحدث. نحرص على دفع القطاع الخاص لقيادة التنمية.. وأصدرنا العديد من القرارات فى هذا الشأن وأعرب «السيسى»، خلال كلمته فى الجلسة الحوارية المنعقدة ضمن مؤتمر البنك الآسيوى، بشأن دور البنوك التنموية فى تحريك رؤوس الأموال للقطاع الخاص من أجل لعب دور فى الاستثمار بالبنية التحتية للمساعدة فى التنمية وخلق فرص العمل، عن تقدير مصر للبنك الآسيوى، ودوره المتميز طوال 8 سنوات، والمستوى الذى وصل إليه خلال فترة قصيرة، حيث أصبح ثانى بنك متعدد الأطراف على مستوى العالم بمحفظة تصل ل100 مليار دولار، وتصنيف دولى عالٍ، إضافة إلى قيمة التمويل الكبيرة التى قدّمها خلال السنوات الماضية وهى أمر رائع وعظيم، وهذا الأمر يحتاج لمزيد من التمويل منخفض التكلفة، خاصة فى ظل الظروف التى مرت على العالم خلال أزمة «كوفيد 19»، وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية. وشرح الرئيس السيسى أنّه فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها دول العالم، قد تكون مؤسسة التمويل متعددة الأطراف بحاجة إلى ضخ المزيد من التمويل منخفض التكلفة حتى تساعد الدول والاقتصادات الناشئة والضعيفة، فى ظل التحديات الراهنة، موضحاً أنّ تعاون البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية مع مصر مُقدّر: «نتحدث عن محفظة استثمارية تصل إلى 1.3 مليار دولار، ونتطلع للمزيد». الدولة عملت بكل ما أوتيت من قوة وأنفقت أموالاً هائلة لجذب الاستثمارات وتحقيق التنمية وأضاف الرئيس: «جرى نقاش عن البنية الأساسية ودور القطاع الخاص بها، وشهدنا فجوة هائلة بين البنية الأساسية والمشروعات القومية الطموحة، ومصر كانت أمام مسارين، الأول أن يكون للدولة خطط استثمارية طموحة قوية لتمويل بنية أساسية يستطيع أن ينطلق من خلالها الاقتصاد المصرى لأفق أفضل من التى كانت موجودة عليه، أو تشجيع القطاع الخاص للتحرك بهذه المشروعات». وشرح الرئيس أنّ الدولة عملت خلال السنوات الثمانى الماضية بكل ما أوتيت من قوة لإنهاء الفجوة الهائلة فى البنية الأساسية، ووضع أخرى متطورة فى المجالات كافة، لافتاً إلى أنّ الفجوة لم تكن فى قطاع بعينه، بل طالت جميع قطاعات الدولة. وأكد «السيسى» أنّ قطاع الطاقة شهد فجوة كبيرة للغاية، وكذلك قطاع النقل، وبالتالى ما بذلته الدولة من جهود طوال السنوات الماضية جاء بعضه عن طريق الاستدانة، كى تصبح الدولة قادرة على التقدم ببنية أساسية متطورة، مشيراً إلى أن القطاع الخاص المصرى مُقدر، وحريصون جداً على تشجيعه من خلال إجراءات حرصنا على تنفيذها فى السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أنّ الدولة أنفقت أموالاً طائلة لبناء بنية أساسية متطورة، تقود مصر نحو آفاق ضخمة من التنمية فى المجالات كافة. وتابع: «لا نتحدث عن مليارات، بل تريليونات الدولارات والجنيهات التى أنفقتها الدولة طوال 8 سنوات لبناء بنية أساسية قوية، والآن أصبح بإمكاننا أن نقول وبمنتهى التواضع، إنّ الدولة أصبحت متطورة، وقادرة على الانطلاق لمستقبل أفضل اقتصادياً.. والقطاع الخاص لم يكن بعيداً عن عملنا، فشركاته نفذت مشروعات مختلفة، نظراً لأن شركات القطاع العام لم تكن قادرة وحدها على إقامة المشروعات». ولفت الرئيس إلى أنّ جزءاً كبيراً من التمويل والأموال التى أُنفقت كان من نصيب شركات القطاع الخاص حيث شاركت 5 آلاف شركة من القطاع الخاص فى تلك المشروعات، لأن معظم المشروعات التى تم تنفيذها فى مصر بواسطة شركات مصرية، والدولة حريصة على أن يقود القطاع الخاص قاطرة التنمية، وتساءل: «هل الدولة حريصة على قيادة القطاع الخاص للتنمية فى مصر؟ أيوه ده موجود، واترجم، مش بس تصريحات من جانب الحكومة أو القيادة السياسية متمثلة فى رئيس الدولة، لكن من خلال إجراءات نعلنها باختصار لكم». وقال: «قلنا فيه وثيقة سياسة ملكية الدولة، والهدف منها الاستثناءات كلها التى كانت تتمتع بها شركات القطاع العام من ضرائب وغيرها، الكلام كله تم إلغاؤه تماماً، حتى نقر العدالة فى التعامل والفرص المتكافئة مع الجميع، والنقطة الثانية أن المجلس الأعلى للاستثمار أطلق أكثر من 22 قراراً أو إجراء الهدف منها تحفيز وتشجيع الاستثمار من جانب القطاع الخاص فى الدولة، والنقطة الثالثة أننا أصدرنا مجموعة مشروعات لها أولوية، يقارب عددها 140 أو 150 مشروعاً سنمنحها حوافز تصل إلى إعفاء ضريبى من 5 إلى 10 سنوات للشركات المستعدة للعمل فى المشاريع اللى ليها أولوية». وكشف الرئيس عن أنّ نمو القارة الأفريقية أمر مهم، ولا يمكن لها أن تنمو إلا بتمويل منخفض التكلفة، خاصة أنّ التحديات الاقتصادية التى مر العالم بها خلال ال4 سنوات الماضية جعلتنا أمام حاجة لتمويل منخفض التكلفة، كى لا تتزايد الأعباء المالية على الدولة المصرية، واختتم «السيسى» كلمته قائلاً: «أرحب بضيوف المؤتمر، أهلاً وسهلاً بكم فى مصر، وهذه هى المرة الأولى التى ينعقد بها المؤتمر فى مصر، ونتمنى نقاشات مثمرة وناجحة للمؤتمر، ولا تنسوا أن تحصلوا على فرصة للترفيه فى مدينة شرم الشيخ».
