+اليوم.. انطلاق الانتخابات البابوية.. والثلاثة الكبار أقرب ل«الهيكلية»

«كشافة» الكنيسة تنظم الانتخابات.. و«الداخلية» تؤمّن الكاتدرائية من الخارج

تنطلق فى التاسعة من صباح اليوم، انتخابات البابا 118 للكنيسة الأرثوذكسية، التى يتنافس خلالها 5 مرشحين للحصول على المنصب هم: «الأنبا رافائيل، أسقف كنائس وسط القاهرة، والأنبا تواضروس، أسقف عام البحيرة، والراهب رافائيل أفامينا، والراهب باخوميوس السريانى، والراهب سارافيم السريانى»، وسيغلق باب التصويت فى ال5 مساء، لتبدأ بعدها عملية الفرز وإعلان أسماء الثلاثة المرشحين الأعلى تصويتاً مساء اليوم، لدخول القرعة الهيكلية التى تحدد اسم البابا الجديد يوم الأحد المقبل، 4 نوفمبر، وسط مراقبة كبيرة لأول مرة من منظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام المحلية والعالمية.
ووصل صباح أمس، 5 من أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية بإثيوبيا لحضور الانتخابات البابوية صباح اليوم، للمشاركة فى عملية التصويت بناءً على البروتوكول الموقع بين الكنيستين المصرية والإثيوبية.
وانتهت اللجنة المشرفة على العملية الانتخابية برئاسة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البابا، من الاستعدادات لإجراء الانتخابات، وخروجها بصورة مشرفة للكنيسة، وانتهت من إعداد بطاقات الاقتراع التى تحمل أسماء وصور المرشحين ال5 لمنصب البابا الجديد مرتّبة أبجدياً، وبطاقات الناخبين الذين يقدر عددهم ب2412 ناخباً من أقباط الداخل والمهجر، وجرى تجهيز 8 صناديق زجاجية للاقتراع، بينها اثنان خاصان بأقباط المهجر، واستقرت اللجنة المشرفة على 8 من الأراخنة للإشراف على الصناديق الانتخابية وهم: المستشار ماجد جبران، والمستشار ناصر البربرى، والمستشار بولس فهمى، والمستشار ماهر سامى، والمستشار أيمن بديع، والمستشار صبحى جرجس، والكيميائى فتحى لطف الله، والدكتور ممدوح فخرى، ومارجريت عازر عضو مجلس الشعب الأسبق.
ويرأس باخوميوس غرفة العمليات المركزية التى شكلتها الكنيسة لمتابعة الانتخابات، وينظم 300 شاب وفتاة من فرق الكشافة التى يقودها الدكتور صموئيل متياس، التابعة للكنيسة، عملية الانتخابات ودخول الناخبين ووسائل الإعلام، وتؤمن وزارة الداخلية الكاتدرائية المرقسية بالعباسية من الخارج، وأعلن الأنبا أرميا، سكرتير البابا الراحل شنودة الثالث، أنه تقرر فتح متحف البابا شنودة الثالث بالكاتدرائية، طوال يوم الانتخابات أمام ناخبى البابا الجديد الحاملين لكروت الانتخابات مجاناً.
ومع استعدادات الكنيسة لإجراء الانتخابات، عقد عدد كبير من الناخبين على مدار الأيام الماضية عدة مؤتمرات واجتماعات لتوحيد الكتلة التصويتية للأقباط لاختيار الراعى الصالح لكنيستهم، واستقر الناخبون على الراهب رافائيل أفامينا، والأنبا رافائيل، والراهب باخوميوس السريانى، بالترتيب للصعود إلى القرعة الهيكلية وليختار الله من بينهم البابا الجديد للأقباط الأرثوذكس.
ووفق الترتيبات التى أعدتها الكنيسة لسير العملية الانتخابية، سيدخل الناخب إلى لجنة الاقتراع للإدلاء بصوته ويسلم إلى سكرتير اللجنة بطاقة الانتخاب المدون فيها اسمه ورقم قيده بالجدول، ويقطع منها جزءًا يوضع فى صندوق -للفرز لاحقاً- ويحتفظ بالجزء الآخر ثم يتسلم بعدها بطاقة الاقتراع من اللجنة، التى تحوى أسماء المرشحين ال5 ليدخل خلف ساتر ليشطب على أسماء المرشحين الذين لا يرغب فى ترشيحهم ويبقى على من يريده فقط، بحيث لا تزيد الأسماء الباقية دون شطب على 3 مرشحين.
وخصصت الكنيسة 3 بوابات للدخول، وتشمل البوابة 1 بشارع رمسيس للناخبين، والبوابة 2 للإعلاميين بجانب الكنيسة البطرسية، والبوابة 3 بجانب مستشفى الدمرداش للأساقفة وأعضاء المجلس الملى، إضافة لبوابة أخيرة للخروج والمطلة على شارع لطفى السيد، وانتشار عدد من سيارات الإسعاف والمطافئ داخل الكاتدرائية بالتنسيق مع وزارة الداخلية، وأعدت الكنيسة شاشات عرض داخلها ليتمكن الناخبون والإعلاميون من متابعة سير الانتخابات، وتخصيص أرقام هاتفية للمساعدة، حيث لن يسمح بدخول مقر لجنة الاقتراع سوى للناخبين أو أعضاء اللجنة المشرفة على الانتخابات.
وبعد انتهاء عملية التصويت ستفرز اللجنة المشرفة على الانتخابات البابوية برئاسة باخوميوس، وتضم فى عضويتها: الأنبا بولا أسقف طنطا، والأنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح، والأنبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، والمستشار بشرى مطر، والدكتور منير عزمى، واللواء سمير عازر، وستعلن النتيجة، والتوقيع على محضر النتيجة الذى ستُخطر به وزارة الداخلية.
فى سياق متصل، أكد الأنبا بولا، المتحدث الرسمى للانتخابات البابوية، أنه بعد الفرز لو تساوى عدد الأصوات بين 2 من المرشحين تعطى لائحة 1957 الخاصة بانتخاب البطريرك التى تجرى على أساسها الانتخابات البابوية للبابا 118 الحق للجنة الانتخابات للبت فى الأمر، التى تحسمه، وستنقسم لجنة الانتخابات المكونة من 3 أساقفة و3 أراخنة ورئيس اللجنة، إلى فريقين، ويجرى التصويت على الاثنين من المرشحين والأعلى تصويتاً من اللجنة هو الذى يفوز، أما لو غاب واحد من لجنة الانتخابات وهى لجنة الفرز أيضاً وتساوى عدد الأصوات فيتم ترجيح كفة الفريق المنضم له رئيس اللجنة.
من جهة أخرى، علمت «الوطن»، أن باخوميوس، قائم مقام البابا، أرسل مذكرة قانونية إلى محكمة القضاء الإدارى، طالب فيها بإصدار أحكام قضائية برفض جميع الدعاوى القضائية المقامة ضد تعيينه والمطالبة بإلغاء انتخابات البابا وإلغاء جميع القرارات التى أصدرها.
وقال باخوميوس، فى مذكرته: «منصب البابا هو منصب دينى ووظيفته هى رئاسة الكهنوت ومنصب القائم مقام البطريرك يحل محله فى جميع اختصاصاته وهذه الانتخابات هى فى جميعها أعمال دينية بحتة لا تخضع لرقابة المحاكم القضائية».
وطالب محكمة القضاء الإدارى بعدم قبول هذه الدعاوى القضائية لإقامتها بعد الميعاد القانونى، خلال 60 يوماً من تعيينه، الذى جرى بقرار من المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى السابق فى 25 مارس عام 2012، والقضايا المقامة ضده كانت بعد 60 يوماً من القرار.
وأكد باخوميوس أن الدعاوى المقامة ضده وضد انتخابات البابا، أقيمت بطريقة غير قانونية؛ فكان يجب على مقيميها أن يتقدموا بتظلم من قرار تعيينه أو قرار فتح باب انتخابات البابا قبل إقامة الدعاوى القضائية أمام محكمة القضاء الإدارى حتى تقبل المحكمة دعاواهم، طبقاً لنص المادة 49 من قانون مجلس الدولة التى تنص على أنه لا تقبل أى دعوى قضائية ضد أى قرار قبل التظلم من القرار نفسه.