طالب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، المجتمع الدولي بالوقوف بكل جدية وحزم في وجه الإرهاب الوحشي، الذي تضرر منه العرب والمسلمون دون غيرهم، واصفًا ذلك الإرهاب بأنه "مأساة بكل المقاييس والتي تستحق أن تلفت أنظار العالم وخاصة أمريكا إلى مواجهة هذا الخطر الذي لن يستثني أحدًا" محذرًا الجميع بأن من يتعاون مع الإرهاب سيطاله يوما ما. جاء ذلك خلال استقبال الإمام الأكبر بمشيخة الأزهر، اليوم الأحد، وفد أمريكي من المتخصصين في شؤون الأمن القومي والإعلام برئاسة كيتي مكفرلاند كبير مذيعي قناة "فوكس" الأمريكية. وشدد شيخ الأزهر على أن الإرهاب لا توقفه كلمات الأزهر وحدها، وإنما لابد من تجفيف منابعه ووقف إمداده بالسلاح، ووقوف المجتمع الدولي كله للتصدي للإرهاب، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف الآن بصدد إنشاء مركز رصد باللغات الأجنبية لمتابعة جميع الرسائل التي تصدرها جميع التنظيمات المتطرفة في أي مكان بهدف استقطاب الشباب المسلم، وسيقوم المركز بدوره في تفنيدها والرد عليها ردًا علميًا شرعيًا، وذلك حرصًا على حماية الشباب المسلم من خطر تمدد هذه التنظيمات الإرهابية. كما رحب الإمام الأكبر بالوفد الأمريكي في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا أن الأزهر الشريف يعمل بكافة مؤسساته وهيئاته على تصحيح الأفكار المغلوطة والمفاهيم الملتبسة على جميع الأصعدة، فعلى الصعيد المصري يرسخ "بيت العائلة" ثقافة الحوار وإشاعة روح المودة والمواطنة بين أبناء الأمة المصرية، ويتصدى لثقافة التوتر واستغلال الدين في إشعال الفتن بين أبناء الوطن الواحد. وعلى الصعيد الدولي، أوضح فضيلة الإمام الأكبر أن الأزهر عقد في مطلع ديسمبر من العام الماضي مؤتمرًا عالميًا ضم مسلمين من أنحاء العالم ورؤساء الكنائس الشرقية ومعظم الطوائف الأخرى لإعلان أن الجماعات الإرهابية التي ترفع السلاح وتقتل وتحرق باسم الإسلام لا تعبر عن ديننا ولا تمت إليه بصلة، وأن المسلمين وغير المسلمين مواطنون متساوون على أرض الشرق في الحقوق والواجبات. وأشار إلى أن الأزهر الشريف مؤسسة تعليمية دعوية تعني بنشر سماحة الإسلام عن طريق قوافله التي تجوب كافة ربوع مصر لتحصين الشباب والنشء من الفكر الضال والمنحرف، وعن طريق بعثاته الأزهرية التي تنتشر في أكثر من دولة. من جانبه أعرب الوفد الأمريكي عن سعادته بوجوده في رحاب الأزهر الشريف، وأشاد بالدور الكبير الذي يقوم به الأزهر وشيخه الأكبر في مواجهة الفكر المتطرف والمتشدد، وبكلمة الإمام الأكبر في مؤتمر "مكافحة الإرهاب" الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة. وأكد الوفد أن هدفه الأساسي من لقاء الإمام الأكبر هو الاستماع لرؤية الأزهر حول الطريقة المثلى لمواجهة الإرهاب، والمجهودات التي يبذلها في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تقتل وتحرق، مشددًا على أن جميع الأفكار التي طرحها الإمام الأكبر هي محل اهتمام وتقدير، وستصل بكل أمانة للكونجرس والشعب الأمريكي.