«بذر المانجو وقشر الرمان».. ثروة من مخلفات مصانع المنتجات الغذائية

يتوسع الدكتور إبراهيم حمدان سالم، الأستاذ المساعد بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى، قسم تغذية الدواجن، فى ذكر مزيد من البدائل العلفية التى تُقدم حلاً مناسباً لمشكلة ارتفاع تكاليف تغذية الحيوانات المزرعية، وتوفر غذاءً مناسباً للحيوانات، خاصة الدواجن التى تحتاج إلى أعلاف عالية القيمة لتغطية الاحتياجات الغذائية للنمو السريع لها، مشيراً إلى أنه يمكن استخدام عدد من هذه البدائل وبنسب مختلفة بحسب قدرة الدواجن على الاستفادة منها.
يؤكد «سالم»، فى البداية، أن أهمية هذه البدائل تنبع من أن محدودية الأراضى الزراعية ومصادر المياه فى مصر أدت إلى محدودية الأراضى الزراعية المنزرعة بالمحاصيل العلفية التقليدية، وأصبحت هناك فجوة كبيرة بين الاحتياج من هذه المحاصيل للإنتاج الحيوانى والمتاح منها، ما اضطر الدولة لاستيراد نسبة كبيرة منها من الخارج، خاصة الذرة والصويا، وذلك بالعملة الصعبة، وفى الآونة الأخيرة ومع انخفاض سعر صرف الجنيه المصرى مقابل الدولار، وعدم توافر الدولار، أدى ذلك إلى الارتفاع الجنونى فى أسعار محاصيل العلف والذى انعكس بشكل مباشر على أسعار اللحوم البيضاء واللحوم الحمراء والأسماك، وأدى ذلك أيضاً إلى غلق العديد من مشاريع الإنتاج الحيوانى وخروج العديد من المنتجين من هذه الصناعة كثيفة العمالة. لكن فى المقابل فإن البدائل العلفية غير التقليدية يمكن أن تُقدم حلاً مناسباً لارتفاع تكاليف تغذية الحيوانات المزرعية وتوفر غذاءً مناسباً للحيوانات. وفى هذا السياق، يشير «سالم» إلى أنه يمكن استخدام مخلَّفات بعض الحبوب، مثل زوائد القمح، وهو عبارة عن كسر القمح، والقمح غير الصالح، بنسبة تصل إلى 16%، بالإضافة إلى محتواها من الطاقة الذى يصل إلى 2540 كيلو كالورى، وكذلك يمكن استخدام مخلَّفات المخابز، حيث تحتوى على نسبة بروتين عالية تصل إلى 12%.
أوراق الغار ومستخلصات قشر البرتقال تغنى عن استخدام مضادات الأكسدة المستوردة ولها تأثير إيجابى على الصحة العامة والبيئة.. و9٫8٪ نسبة البروتين ب«كسر البسكويت» ومحتوى الطاقة به يفوق الذرة الصفراء
ويوضح الأستاذ المساعد بمعهد الإنتاج الحيوانى أنه يمكن استخدام كسر الأرز، حيث يعتبر مصدراً وبديلاً جيداً للذرة، حيث تصل نسبة البروتين به إلى 8%، كما أن محتوى الطاقة مقارب للذرة الصفراء، حيث يمكن أن يدخل فى علائق الدواجن بنسبة تصل إلى 40%. كما يمكن أيضاً إحلال مخلف غربلة العدس حتى 75٪ من كسب الصويا فى علائق الأرانب النامية، حيث تصل نسبة البروتين إلى 26%.
وإلى جانب ما سبق يأتى مسحوق بذور العنب، الذى يمكن أن يدخل بنسبة 5% كبديل للذرة فى علائق الدواجن وكذلك 15% فى علائق الأرانب.
وإلى جانب ما سبق تأتى مخلَّفات مصانع التصنيع الغذائى، ومن بينها مسحوق نواة بذرة المانجو، ويمكن أن تُستخدم بنسبة تصل إلى 10% كبديل جزئى للذرة دون أى تأثير سلبى على الأداء الإنتاجى، حيث محتواه العالى من الكربوهيدرات. كما يمكن استخدام مخلف تصنيع الفراولة المجففة فى عليقة الأرانب النامية حتى نسبة إحلال 75% من الدريس، كما أنه أدى إلى خفض تكلفة العليقة، كذلك يمكن إدخال ثمار وقشر التين الشوكى فى علائق الأرانب حتى 50% كإحلال جزئى محل الشعير فى علائق الأرانب النامية.
وهناك أيضاً، بحسب الدكتور إبراهيم سالم، مخلَّفات صناعة زيت الزيتون، مثل تفل الزيتون، حيث يمكن أن يستخدم فى علائق الدواجن بنسبة تصل إلى 10%، كما يمكن أن يستخدم فى علائق الأرانب بنسب تصل إلى 20-30%، حيث تصل نسبة البروتين 7٫8% إلى 11%. كما يمكن استخدام تفل بنجر السكر مع إضافة الإنزيمات المناسبة فى علائق الأرانب بنسب 40% وذلك فى حالة توافره، كما يمكن استخدام كُسب بذور المورنجا حتى 7.5% فى علائق السمان، حيث تصل نسبة البروتين به إلى 30%. ويضاف لما سبق أيضاً، مخلَّفات تصنيع النباتات الطبية والعطرية فى علائق الدواجن. كذلك يمكن استخدام كسر البسكويت، حيث تصل نسبة البروتين به إلى 9.8%، كما أن محتواه من الطاقة يفوق محتوى الذرة الصفراء.
ويمكن كذلك استخدام مخلَّفات المطاعم وذلك بعد تجفيفها وطحنها، حيث يمكن استخدامها بشكل طازج كما فى حالة التربية المنزلية، ومخلَّفات الخضراوات مثل البطاطس والبطاطا، بالإضافة إلى كسر المكرونة ومخلَّفات مصانع الشيبسى، حيث تحتوى كل هذه المخلَّفات على نسب جيدة من البروتين والطاقة ويمكن إضافتها بنسب صغيرة فى علائق الدواجن مع الحرص على عدم تخزينها لمدد كبيرة لعدم الفساد.
وبالإضافة لما سبق، يمكن استخدام مستخلصات بعض مخلَّفات الفاكهة، التى تكون غنية بمضادات الأكسدة الطبيعية، التى تعمل على زيادة الأداء والمناعة فى الدواجن، فيمكن استخدام أوراق الغار ومستخلصات قشر البرتقال أو مستخلصات مخلَّفات الطماطم، كما يمكن استخدام مسحوق مخلَّفات تصنيع الفراولة واستخدام مستخلصات قشر الرمان أو مسحوقه بنسب منخفضة، أيضاً يمكن استخدام بعض أنواع الطحالب أو مستخلصاتها، وكل هذه المواد الطبيعية يُمكن أن تُغنى عن استخدام مضادات الأكسدة المستوردة، كما أن لها تأثيراً إيجابياً على الصحة العامة والنمو فى الدواجن ولها تأثير بيئى جيد.