يتصبّب عرقاً وهو يعمل تحت أشعة الشمس الحارقة، ممسكاً بمكنسة لتنظيف الشارع، وبجواره صندوق كبير لجمع المخلفات، ينظر إلى طول الشارع الذى يجب عليه تنظيفه، ويناجى ربه بأن يخفّف عن العِباد هول أشعة الشمس، ورغم ذلك يعمل برضا تام ومحبة لعمله، باب رزقه الوحيد. «الحمد لله على النعمة اللى إحنا فيها، غيرنا مش لاقى شغل، أنا باسعى دايماً أحقق لأولادى اللى يتمنوه، ولو على حساب نفسى» بنبرة يكسوها الأمل والرضا، بدأ محمد عبداللطيف، عامل نظافة، حديثه ل«الوطن»، مشيراً إلى أنه اعتاد العمل فى فترات الطقس السيئ، إلا أن الموجة الحارة التى يعيشها حالياً لم يشاهدها من قبل. منذ ما يقرب من 15 عاماً بدأ «محمد» العمل كعامل نظافة: «سنين طويلة باشتغل فى المهنة دى وربنا اللى بيقدرنا على الشغل، وبيهون علينا الأوقات اللى زى دى، وبيخلينا نستحمل الشقا»، هكذا عبّر الرجل الستينى، موضحاً أن لديه 3 أولاد، يتحمل نفقاتهم، رغم تجاوز أحدهم سن العشرين: «عندى ابن عدّى ال20 سنة وأكتر ومش بيشتغل». «أنا لو قعدت فى البيت كل ما يكون الجو حر مش هاشتغل، باطلع أسعى على رزقى من الصبح، لكن أصعب وقت باتعب فيه هو الظهر، باستحمل وربنا بيهونها» وفق تعبير عامل النظافة، موضحاً أنه وأصدقاءه من عمال النظافة يعملون بكل جهد وطاقة، لا يعبأون بارتفاع درجات الحرارة أو غيرها من التغيرات المناخية.