أكد خبراء عسكريون واستراتيجيون أن الضربات الجوية المصرية فى ليبيا هى درس للتنظيمات الإرهابية بألا تستهدف أبناء الوطن بالخارج، لأنه استهداف للدولة ذاتها، مشددين على أن «المخطط الشيطانى» الغربى لمحاولة زرع بذور الفتنة بمصر والوطن العربى، ومحاولة إيجاد وجود عسكرى غربى على الأراضى العربية لن ينجح. بداية، قال اللواء دكتور نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق وأستاذ العلوم العسكرية والاستراتيجية، إن «ليبيا» هى دولة جوار عربية ذات سيادة على أراضيها، وحينما كانت تقع حوادث سابقة لم تكن مصر تتسرع فى اتخاذ رد فعل لها، ولكن الحدث «الجلل» الذى تم عبر ذبح 21 مواطناً مصرياً، يعتبر استهدافاً للدولة المصرية بكل كبريائها وقدراتها، ومن هنا كان علينا الإسراع بالتدخل الذى راعينا فيه عدة معايير داخلية عبر التدخل بشكل مؤسسى، حيث إن القرار لم يكن فردياً من الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولكن تم عبر اجتماع لمجلس الدفاع الوطنى، والذى قرر التدخل. وعن إمكانية تصعيد الأمر للمشاركة عبر قوات أممية فى ليبيا، يرى أن مصر قد تشارك فيه إذا تم فى إطار المجتمع الدولى عبر قرار من مجلس الأمن، مشيراً إلى أنها ستكون مشاركة مثلما شاركنا فى حرب تحرير الكويت حينما احتلها العراق، مضيفاً: «لا مانع أن نشارك باعتبارنا أعضاء نشطين فى المجتمع الدولى ولا نتحمل العبء كلياً، إذا كان هناك قرار من مجلس الأمن يمكننا المشاركة بجزء من القوات لكن أن نتدخل ونتحمل العبء كله قد يكون غير مناسب، تحديداً على حدودنا الشرقية والتخريب اليومى الذى يحدث هنا وهناك؛ فالمشاركة فى قوات أممية قد تكون مناسبة إذا صدر هذا القرار». من جانبه، وصف اللواء فؤاد فيود، الخبير العسكرى والاستراتيجى، عملية ذبح ال21 مواطناً مصرياً قبطياً بأنها محاولة لزرع بذور الفتنة بين طيات المجتمع المصرى بأن تصمت الدولة عن استهدافهم فى مقابل تحركها للثأر من الإرهابيين الذين يستهدفون جنود قواتنا المسلحة البواسل، مشدداً على أن العملية التى قام بها «نسور القوات الجوية» أبلغ رد بأن المصريين متماسكون ومتوحدون لبناء وطنهم، وأن المسلمين والمسيحيين إخوة لن ينجح أحد فى أن ينال من تماسكهم وأخوتهم. وأكد اللواء «فيود»، ل«الوطن»، أن مصر محروسة بعناية إلهية بالقرآن الكريم الذى يدعى العناصر الإرهابية أنهم يسعون لتطبيقه حين قال: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، لافتاً إلى أن تماسك المواطنين المصريين خلف قادتهم السياسية والعسكرية، هو سبيل الخروج مما يحاك للمنطقة من مؤامرات تهدف للتقسيم والتفريق، مع أطماع للتدخل العسكرى فى ليبيا واليمن لمحاصرة مصر من جميع الجوانب، مشدداً على أن مصر قادرة على إحباط هذا «المخطط الشيطانى» عبر توحد جميع أبناء الوطن خلف قادتهم. فيما، اعتبر اللواء نصر موسى، مساعد قائد القوات الجوية سابقاً، إن الضربات الجوية المصرية على الأهداف الإرهابية فى ليبيا كان لا بد منها ثأراً لذبحهم «21 مدنياً مصرياً دون النظر لديانتهم»، على حد قوله، مضيفاً أنه لم يكن يتوقع أحد أن يتم رد الفعل السريع على تلك العملية الإرهابية بعدما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إننا نحتفظ بحق الرد عليهم بالتوقيت والمكان المناسبين ليتم بعدها بنحو 10 ساعات عبر مجموعة من الطائرات استهدفت مخازن السلاح للعناصر الإرهابية الموالية لداعش، والتى كانت تمد الإرهابيين فى سيناء بها، وأماكن تمركزهم. من جانبه، قال اللواء دكتور حسام سويلم، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الأسبق للقوات المسلحة، إن مجلس الدفاع الوطنى بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت أمامه مهمتان رئيستان فى اجتماعه أمس الأول، أولها تحديد الهدف وراء العملية التى قامت بها العناصر الموالية لداعش، وبالتبعية من يقف وراءهم سواء فى الدائرة الإقليمية أو الدولية من أجل تفويت الفرصة عليهم، فكان هناك عدة أهداف أولها بعيد وهو جرنا ل«معارك الجبهات المفتوحة» عبر تحريك جيوشنا إلى ليبيا واليمن وسوريا والعراق، وهى ما تفطن له القيادة المصرية، وهو ما لن يحدث.