رغم العمليات الإرهابية التى انتشرت فى سيناء وآثار الدمار الذى خلفته، فإن نسوة هذا الجزء المهجور من مصر رفضن أن يهجرن مهنتهن، وهى صنع المشغولات اليدوية، وقررن محاربة الكساد بأى طريقة حتى لو كان بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، لعرض منتجاتهن السيناوية للبيع. «4 سنين فى إرهاب، مابقاش حد يسمع عن منتجات سيناء، وكل اللى يعرفوه ضرب وقتل ودمار، فعرضنا شغلنا عشان الناس تلبس زينا، ويعرفوا قد إيه إحنا متمسكين بمهنتنا وعاداتنا وبنشتغل فى أسوأ الظروف»، قالتها فاطمة أبوالفتوح، مسئولة صفحة «خشى يا مصرية البسى لبس السيناوية»، بعد أن صممت هى وعدد من مواطنات محافظتى شمال وجنوب سيناء على عدم الرضوخ لوقف الحال بسبب العمليات الإرهابية، خصوصاً بعد انقطاع الأفواج السياحية تماماً: «الستات هنا قلبها قوى، ياما دقت على الراس طبول، بس إحنا أخدنا عهد على نفسنا تفضل سيناء زى ما هى، لا إرهاب ولا عدوان يغيروها». النجاح الذى حققته «فاطمة» وزميلاتها جذب أنظار العديد من الفتيات والسيدات من أبناء المحافظات الأخرى، كمدن الدلتا والقناة: «بنات المنصورة ودمياط أكتر بنات بيطلبوا شغلنا، وبنوصل شغل لكل مكان فى مصر من قبلى لبحرى، هو بياخد وقت بس بيوصل فى ميعاده»، مؤكدة أنهم لم يكتفوا بتلك الصفحة فقط وأنشأوا صفحات لمنتجات أخرى والهدف منها الحفاظ على الحرف التراثية فى سيناء. اختيار «فاطمة» لعنوان الصفحة «خشى يا مصرية البسى لبس السيناوية»، كان مقصوداً للفت أنظار المصريات إلى أنهن تناسين المرأة السيناوية، وأن سيناء جزء لا يتجزّأ من مصر: «إحنا بنتعب وبنقاوم من أجل البقاء، وشعارنا ليه تقلدى لما ممكن تشجعى التراث، وآدينا بنحاول لحد ما ربنا يكرم والكبوة دى تخلص وترجع سيناء جميلة».