فصول من الخشب تشبه العشش، مقاعد غير صالحة للاستخدام، أرض صخرية غير ممهدة، وثقوب فى الجدران تدخل وتخرج منها كافة أنواع الحشرات، هذا هو حال مدرسة «الأمل للصم وضعاف السمع»، بقرية «ديرمواس» بمحافظة المنيا، التى تخدم جميع قرى محافظة المنيا. المدرسة التى تضم المرحلتين الابتدائية والإعدادية صدر لها قرار إزالة منذ عام 2005، إلا أن الوزارة لم تنفذ القرار وتركت المبنى ينهار جزءاً عقب الآخر على رؤوس الطلبة، «دى أصلاً مش مدرسة، دى عبارة عن عشة، وفيها طلبة، والاسم مدرسة»، قالتها إيمان فاروق فؤاد، والدة الطالب محمد يحيى، الطالب بالصف الخامس الابتدائى. الأم المغلوبة على أمرها لم تجد بمحافظات الصعيد بأكملها مدرسة ل«الصم»، فتقطع مسافة طويلة من محافظة أسيوط لمحافظة المنيا يومياً، لتدع صغيرها فى المدرسة وتنتظره خارج أسوار المدرسة حتى انتهاء اليوم الدراسى: «لما الدنيا بتمطر، المطر كان بيغرق الطلبة، وده اللى خلى مُدرّسة تجيب بطاطين تعرّش بيها السقف»، مضيفة: «حظى كده أنا وابنى أصل البلد دى الطفل المعاق مالوش لزمة فيها». خمس سنوات والأم والأب لم تنقطع شكواهما للمدرسة، مطالبين الإدارة بالتحرك، إلا أن المسئولين بالمدرسة لم يحركوا ساكناً: «نفسى حد يعبّرنا، بس إحنا بنستغيث والرد بيكون: الشكوى لغير الله مذلة»، وتتساءل: «هو فى مدرسة فى الدنيا سقفها من الورق الكرتون؟». رضا أحمد رياض، مدير مدرسة الأمل للصم وضعاف السمع، يرى أن هيئة الأبنية التعليمية بوزارة التربية والتعليم، هى المسئول الأول والأخير عن الفساد الذى لحق بالمدرسة، فالمدرسة تقدمت بالعديد من الشكاوى لهدم المدرسة وبناء فصول جديدة لطلبة المرحلة الثانوية، إلا أن الهيئة لم تستجب ولم ترسل خطابات بالرد: «إحنا بنتحايل عليهم ولا حد بيعبرنا، ومعندناش فصول لطلبة ثانوى، يعنى اللى بيخلص إعدادى بيقعد فى البيت لأن مالوش مدرسة ثانوى تتناسب مع طبيعة إعاقته». مدير مدرسة «الأمل للصم وضعاف السمع»، يؤكد أن ميزانية المدرسة لا تسمح بعمليات الترميم، وأن الطلبة يتعرضون فى الشتاء لموجات بارد قارسة، وفى خلال فصل الصيف لموجات الحرارة الشديدة: «والله ما بإيدى، دول زى عيالى وبيصعبوا عليّا، بس ما باليد حيلة».