«تنظيم داعش الإرهابى المجرم». ولن أسميه «الدولة الإسلامية» إلى آخر قطرة من دمى؛ لأن أولئك الضالين المُضلَّلين المضلِّلين لا يمثلون دولةً، ولا ديناً، ولا ينتمون لفصيل الإنسان. ولن أسميه كما صحف الغرب ISIS. اختصاراً لIslamic State in Iraq and Syria. لأننى أرفض اختلاط اسمهم المجرم باسم مثقف عزيز على حضارتنا المصرية: «إيزيس ISIS» ربّة الفضيلة فى الميثولوجيا المصرية القديمة، التى علَّمت أسلافنا المصريين قيم الحب والتحضر والسمو فشيدوا فى ظل تعاليمها الرفيعة أولى حضارات الأرض وأرقاها. هذا التنظيم المجرم يتفنن كلَّ يوم فى ابتداع أسلوب جديد فى الفتك بالبشرية وإظهار ألوان غير مسبوقة من القبح لم يفعلها أساطين الدمويين فى التاريخين: الواقعى الذى حدث، أو الأسطورى المؤلَف الذى أبدعته أذهان الروائيين. بعد قطع الرؤوس وركلها بالقدم ودحرجتها على الأرض كما الكرة، وتزيين مقدمات سياراتهم المسروقة بالجماجم، وبعد رجم النساء بالحجارة حتى تتمزق الأجساد وتوأد، وصلوا مؤخراً إلى أسلوب أكثر بشاعة فى تعذيب النفس البشرية التى أعزَّها الله ونفخ فيها من روحه، والتنكيل بالجسد الإنسانى الذى كرَّمه اللهُ بعبقرية صنعه التى حيَّرت العلماء والطب، وصلوا أخيراً للنار التى حرَّمها الله. حرقوا طياراً أردنياً شاباً، اسمه معاذ الكساسبة، ترك أسرته ليؤدى دوره كجندى شريف، ضمن غارات التحالف الدولى على معاقل «داعش». فحبسه الإرهابيون المجرمون فى قفص حديدى وأشعلوا فيه النيران حتى صعدت روحه إلى السماء وقد فازت بعزَّة الشهادة والقربى من الله الذى أثق فى أن ردَّه على المجرمين سوف يكون عسيراً. عادوا على الله ليبرروا فعلتهم باسم الرسول محمد، عليه الصلاة والسلام، الذين يزعمون أنه قدوتهم وأنهم ما فعلوا إلا ما فعل، وبالتالى فلم يخرجوا عن شرع الإسلام. وأصدروا فتوى مكتوبة، نشرتها مواقعهم الجهادية، ممهورة بخاتم ما سموه «الدولة الإسلامية» هذا نصُّها: (الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، وبعد: فلقد ذهب الأحنافُ والشافعية إلى جواز التحريق مطلقاً، وحملوا قول النبى، صلى الله عليه وسلم: «وأن النار لا يُعذِّب بها إلا الله» على التواضع. قال المهلب: «ليس هذا النهى على التحريم، بل على سبيل التواضع». قال الحافظ ابن حجر، رحمه الله: «يدل على جواز التحريق فعلُ الصحابة، وقد سمل النبى أعين العرنيين بالحديد المحمَّى.. وحرق خالد بن الوليد بالنار ناساً من أهل الردة». وذهب بعضُ أهل العلم إلى أن التحريق بالنار محرَّم فى الأصل، غير أنه يجوز عند المماثلة، كما فعل النبى بالعرنيين حيث سمل أعينهم بالنار -مماثلة- كما فى الصحيح، وهذا أظهرُ الأقوال جمعاً بين الأدلة.. واللهُ أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين. الدولة الإسلامية). والآن أصبح الوضعُ خطيراً لا على الأرواح المهددة بالإزهاق نحراً ورجماً وحرقاً، بل على الإسلام كخاتم الأديان السماوية. لن نجادل الأزهر الشريف فى رفضه تكفير «داعش»؛ لأن لا تكفير لناطق الشهادتين. لكننا بحاجة ماسَّة وعاجلة لكى يوضح الأزهر للعالم مدى صحة ما ذهب إليه المجرمون فى استنادهم إلى الرسول والصحابة فى تبرير أفعالهم اقتداءً بالسلف. هل هم صادقون، فما يكون علينا إلا الصمت؟ أم كذبة يفتئتون على الرسول وصحبه، عليهم رضوان الله، فيكون للأزهر معهم وقفة فكرية على الأقل؟ أنتم يا رجال الأزهر الشريف، حصنُنا الأخير وملاذُنا الآمن حين تختلط الأمور أمام عيوننا، لا تتركوا الناس يخرجون من الإسلام كل يوم حين يرون أولئك الأشرار يؤكدون أن هذا هو صحيح دين الرحمة ومكارم الأخلاق.