مضى 4 سنوات، وبالتحديد منذ 19 يناير 2011م، حيث كانت رسالتى الموجهة إلى الملوك والرؤساء العرب، التى نشرت بجريدتى «نهضة مصر» و«السياسة المصرية» أثناء انعقاد القمة الاقتصادية بشرم الشيخ، وذلك بعد انتهاء اجتماع الاتحادات النوعية العربية بجامعة الدول العربية الذى عقد فى نهاية ديسمبر 2010، برعاية السفير محمد الربيع، أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية. وقد شاركت بالحضور وتقدمت بمذكرة آليات تفعيل السوق العربية المشتركة، وهذا نصها: «إلى الملوك والرؤساء العرب.. تتعلق أنظار وآمال الشعوب العربية بقمتكم (التى ستعقد غداً)، والتى تعتبر أهم قمة منذ إنشاء جامعة الدول العربية، فهى تأتى فى فترة تشهد فيها الساحة العربية مجموعة من التحديات والكوارث علاوة على تصاعد وتيرة الإرهاب الأسود، مما يضع المنطقة على سطح صفيح ساخن.. بل العالم كله. فلا وقت للكلام واللجان.. وقد ظهر جلياً الآن أن الأمة فى منعطف تاريخى غاية الخطورة، والتحدى نكون أو لا نكون!! وأصبحت الأمة الآن فى معركة وجود تتطلب من الجميع الوقوف أمام مسئولياتهم، آن الأوان لتفعيل اتفاقية السوق العربية المشتركة بآليات عملية لتعظيم التجارة البينية والتبادل التجارى بين الدول العربية التى حباها الله بنِعم لا تحصى، من الماء والنفط وثروات أخرى عديدة من التنوع الهائل فى الإنتاج الزراعى والصناعى والتعدينى والسياحى واللوجيستيات بحكم الموقع تجعلها فى حالة اكتفاء ذاتى، بل أكبر منطقة للصادرات إلى جميع أنحاء العالم!! هل معقول بعد مرور 53 عاماً على قرار إنشاء السوق العربية المشتركة أن تتوقف التجارة البينية بين الدول العربية عند معدل لا يتجاوز 10%!! اليوم فرصة تاريخية لتحقيق الحلم والخروج من المأزق.. حتى لا نجد أمامنا عاطلاً، ولا مهاجراً، ولا بائساً أو يائساً، ولا ساخطاً أو ناقماً، ولا جاهلاً.. ولا يتبقى إلا الرغبة والإرادة، التى لا يملكها غيركم.. وبصريح العبارة فخامتكم أمام اختبار حقيقى.. وما تونس عنا ببعيد.. ولا ننسى جميعاً أن الأقربين أولى بالمعروف!! وفقكم الله فى اتخاذ القرار المسئول». إلى هنا انتهت رسالتى.. وواجبنا ألا نكل ولا نمل من تذكيركم بمسئولياتكم.. فلن يغفر لكم الله ولا التاريخ هذا التقاعس، والبطء المميت.. ولا يفوتنى فى هذا المقام أن أذكّر الدكتور نبيل العربى أمين جامعة الدول العربية بأن يعمل على تفعيل اتفاقيات السوق العربية المشتركة واتفاقية الدفاع العربى المشترك، وأن يظهر لنا صوت الجامعة بما هو مطلوب منها فلم يعد هناك وقت بعد أن اجتاح الإرهاب الأسود العالم.. ونعود فنقول لن يرحمكم الله، ولا التاريخ.. وضعوا أمام أعينكم أن العصر عصر الشعوب وليس عصر الحكومات.