سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اليوم «رأس السنة الأمازيغية الجديدة» 2965..و«سيوة» غائبة عن الاحتفالات ناشطة: السلفيون حرموا «رأس السنة» وطقوس الزواج بين الأمازيغ.. والمثقفون يحتفلون بشكل رمزى
يوافق ليلة 12 يناير من كل عام رأس السنة، وفقاً للتقويم الأمازيغى، ويحتفل الأمازيغيون اليوم «الاثنين» ببداية عام 2965 وفقاً للتقويم الأمازيغى. ومعروف أن الأمازيغ هم السكان التاريخيون فى شمال أفريقيا الذين سكنوا منطقة شاسعة تمتد من واحة سيوة فى مصر حالياً، حتى جزر الكنارى غرباً، والصحراء الكبرى فى عمقها. وتجتمع العائلات الأمازيغية لتناول العشاء فى ليلة رأس السنة، الذى يكون «السيسكو» الأمازيغى أو «الكسكس بالدجاج والخضراوات السبع» الطبق الرئيسى فيه. وتقول أمانى الوشاحى، مستشار الكونجرس العالمي الأمازيغي لملف أمازيغ مصر، إن «رأس السنة الأمازيغية يعتبر بمثابة يوم المصالحة عند الأمازيغيين، حيث يتصالح فيه المتخاصمون قبل أن يبدأ العام الجديد»، وتتابع «أمانى» أن 40 مليون أمازيغى يحتفلون برأس السنة الذى يوافق جلوس فرعون مصر «شيشنق الأول» ذى الأصول الأمازيغية فى عام 950 ق.م. ويتركز ذوو الأصول الأمازيغية فى مصر فى منطقة واحة سيوة، بتعداد متواضع بحسب ما يلفت إليه خالد مسلم، المحامى ذو الأصول الأمازيغية، الذى يقول: «السواد الأعظم من الأمازيغ فى مصر لا يعرفون مواقيت الاحتفالات الخاصة بهم، ويكتفون باحتفالات تخصهم وحدهم دون بقية الأمازيغ خارج مصر». ويكتفى بعض المثقفين الأمازيغ المصريين باحتفالات رمزية فى ذكرى رأس السنة، وتلفت أمانى الوشاحى إلى أن «الفكر السلفى فى سيوة سيطر على الكثير من ذوى الأصول الأمازيغية، ومع علمهم بموعد رأس السنة ليلة 12 يناير سنوياً إلا أنهم يرفضون أى مظاهر احتفالية بدعوى أن ذلك حرام». كما تغيب الطقوس الأمازيغية عن سيوة فى الكثير من المظاهر الاحتفالية كالزواج، وتقول الناشطة الأمازيغية إن «الاحتفال بالزيجات له طقوس خاصة لدى الأمازيغ، لكنها تلقى تحريمات السلفيين فى سيوة مما يعرضها للاختفاء». وتشهد الأيام القمرية من أى شهر عربى يوافق شهر أكتوبر سنوياً احتفالاً يخص الوسط الأمازيغى فى سيوة، ويشير خالد مسلم، المحامى الأمازيغى، إلى أن «اقتتالاً وقع منذ أكثر من قرن ونصف بين قبائل سيوة الشرقية والغربية، ما استدعى تدخل عقلاء المنطقة لأجل الحل، وتمكن أحد المتصوفة الأمازيغ وهو سيدى أحمد الضافر المدنى من حل الخلاف واتفقوا على الاحتفال سنوياً بالمصالحة». ويطلق أمازيغ سيوة على ذلك العيد اسم «عيد السياحة»، ويقول خالد مسلم: «فى عيد السياحة تجتمع جميع القبائل فى سيوة عند جبل يقع على بعد كيلومترات من الواحة، يدعى جبل الدكرور، مستأنسين بضوء القمر فى الليالى القمرية للشهر العربى الذى يوافق شهر أكتوبر سنوياً، وتحضر كل قبيلة خبزاً رقيقاً يسمى «رقاق» ويصنعون منه فتّة يأكلها الجميع، فيكون الجميع قد أكل من طبق واحد». غير أن «الاحتفال بعيد السياحة توقف منذ اندلاع ثورة يناير» بحسب ما يشير إليه المحامى أمازيغى الأصل. ويشير «مسلم» إلى اهتمام الدولة بسكان «سيوة» فى سبعينات وثمانينات القرن الماضى ويقول: «حجم النزعة الأمازيغية لدى السكان الذين تماهوا فى الثقافة المصرية، واكتفوا بالأعياد القومية المصرية والإسلامية، حيث تخرج السيارات فى زفّة احتفالاً ببعض المناسبات الدينية الإسلامية». وتابع «مسلم» أنه لا يرى فائدة من «التمسك الشديد بالنزعة الأمازيغية وسط هذا الاهتمام الحكومى». وتقول أمانى الوشاحى إن أصول الأمازيغ يرجعها عالم الاجتماع التاريخى «ابن خلدون» إلى «أمازيغ ابن كنعان بن حام بن نوح» وهو أول من سكن شمال أفريقيا بعد طوفان نوح. وترجع «الوشاحى» الوجود الأمازيغى فى مصر إلى «موجتين: الأولى كانت قبل 3 آلاف سنة، حيث واجههم بعض فراعين مصر إلى أن احتواهم الملك رمسيس الثالث، واستخدمهم كمرتزقة فى الجيش المصرى، وهو ما مكّن شيشنق الأول، قائد الجيش المصرى ذا الأصول الأمازيغية، من الجلوس على كرسى الحكم فى مصر فى 950 ق.م حيث يبدأ التقويم الأمازيغى». وفى رأس السنة الأمازيغية، التى توافق 12 يناير من كل عام، تنظم منظمة «الكونجرس العالمى الأمازيغى»، المؤسسة فى باريس عام 1995، بعض الاحتفالات فى مصر، حيث تقول أمانى الوشاحى، ممثلة المنظمة فى مصر: «نحضر فى احتفالات العام الجارى 2965 وفقاً للتقويم الأمازيغى، لحفل لأول مرة لفنان عربى، هو الفنان مارسيل خليفة». كما أشارت «الوشاحى» إلى أن البيوت الأمازيغية المتمسكة بثقافتها العرقية «تقوم بتعليق الزينات الملونة التى تتميز بها الثقافة الأمازيغية». يرتبط الاحتفال برأس السنة الأمازيغية بالجلسات العائلية وتناول الوجبات الأمازيغية التى تعدها نساء العائلة مثل «شوربة ال(أُوريكمن) التى تُحضر من مزيج من الحبوب، وأطباق (الإينوذا) الحلوة التى تُصنع من المكسرات والفواكه المجففة مع التين والزبيب» كما يشرب أفراد العائلة الشاى الأخضر «أتاى». وتذكر أمانى الوشاحى أن من بين التقاليد الطريفة فى عشاء رأس السنة الأمازيغية أن «توضع نواة زيتونة داخل صحن الكسكس الذى تأكل منه العائلة كلها، ويتمنى كل فرد منهم أمنية، ومن تأتى من نصيبه نواة الزيتونة يكون هو صاحب الأمنية التى ستتحقق فى العام الجديد».