العالم كله يبحث عنها الآن، إنها «حياة بومدين» أشهر المبشرات بجحيم المطاردة الدولية، فهى الوحيدة التى بقيت حية، وتمكنت من الفرار بعد اعتقال أحد زملائها وقتل 3 آخرين ممن نفذوا الهجوم الإرهابى على مجلة «شارلى إيبدو» فى قلب العاصمة الفرنسية «باريس». «حياة بومدين» رمز للتناقض الذى يفرضه الغرب علينا، رحلتها من «البكينى» إلى «النقاب» أشبه بتصريحات الرئيس الفرنسى «فرانسوا أولاند» الذى قال «إن من ارتكبوا الأعمال الإرهابية على مجلة شارلى إيبدو لا علاقة لهم بالدين الإسلامى».. أما عن احتجاز الرهائن فى متجر الأطعمة اليهودية «كوشير» فقال «أولاند»: «إنه حقاً عمل مروع معادٍ للسامية»!! رغم أن الجناة من تنظيم واحد، ومبررهم لإرهاب العالم هو «الثأر» من الرسومات المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم).. لم ينتبه الغرب إلى الازدواجية التى يقع فيها حتى فى تطبيق معايير حرية التعبير. السخرية من الإسلام أو المسيحية هى الديمقراطية بعينها.. أما المساس ولو من بعيد باليهودية فهو معاداة للسامية يطاردك القانون بموجبها وتُعاقَب أينما كنت.. فلا حدود وطنية تحميك من نفوذ اللوبى الصهيونى. هذا ليس تأييداً لأى عمل إرهابى، ولا هو شماتة فى صحف الغرب التى تفرد صفحاتها للدفاع عن إرهاب الإخوان، وتكتب صفحات «مدفوعة» وممولة من دماء شهداء الوطن.. لتزعم أننا قتلنا الأبرياء فى اعتصام «رابعة» المسلح!! لكنها رؤية كلها مرارة وأسى مما تفعله بنا المخابرات الأمريكية وتوابعها من أجهزة الغرب.. كل الجماعات الإرهابية التى تتقدم لتعلن مسئوليتها عن اغتيال 12 شخصاً محددين بالاسم فى مجلة «شارلى إيبدو».. من تنظيم «القاعدة» إلى «داعش».. كلها تنظيمات تم تفريخها وتوجيهها من داخل المخابرات الأمريكية لتكون ذريعة لتفتيت العالم العربى واستعماره ب«الريموت كنترول». «بضاعتكم ردت إليكم»، لن أطنطن بعبارات الشجب للإرهاب، والعويل على الضحايا لأنال وسام البطولة الوهمية.. ذوقوا مما أغرقتم به الوطن العربى ربما تتخلون عن مؤامرة تدمير أوطاننا لفتح أسواق جديدة لأسلحتكم، وحلب النفط العربى. نحن الضحايا، فقد يكون هذا الحادث الإرهابى مبرراً لهجوم عسكرى شامل على بعض الدول العربية، كما حدث عقب أحداث 11 سبتمبر!! أنتم المحرض الأول على الإرهاب والممول الرئيسى له، لقد عاشت «حياة» بحرّية تناسب عمرها «26 سنة»، بحسب موقع «ديلى بيست» الإخبارى الأمريكى، ثم تحولت وقالت «حياة»: «حين أرى المجازر بحق الفلسطينيين، وفى العراق والشيشان وأفغانستان، وفى أى مكان يرسل إليه الأمريكيون طائراتهم، أليس هذا إرهاباً؟». وهكذا عرفت «بومدين» طريقها إلى الإرهاب بعدما تزوجت دينياً ب«كوليبالى» الذى قُتل أثناء تحرير الرهائن. «كوليبالى» نفسه تعرف على الإرهابيين الشقيقين «كواشى» داخل السجن حيث أمضى عقوبة عن سرقة ارتكبها عام 2005، وبعدها فى 2010 قبض عليه وأدين بالسجن 4 أعوام لمحاولته تهريب إرهابيين من سجن لتنفيذهم هجمات مترو باريس. إنه الفقر الذى يعيشه ذوو الأصول العربية فى عواصم لا تعترف لهم بحقوق إلا «بدل البطالة».. واليتم الذى عاشته «حياة» بعدما توفيت والدتها، ووضعت مع إخوانها فى دار للرعاية.. والظلم الذى يجتاح العالم!! أليس غريباً أن الشرطى الذى ظهر يستغيث فى فيديو الهجوم على صحيفة «شارلى إيبدو» هو فرنسى مسلم له أصول عربية ويدعى «أحمد مرابط».. ورأيناه كيف يقوم بواجبه؟! الأغرب من ذلك أن «حياة بومدين» قد دخلت تركيا فى 2 يناير بحسب CNN، وقطعاً انتقلت منها إلى سوريا.. وهو نفسه سيناريو هروب الإخوان. لقد سقطت سياسة «لكم شديد العقاب ولنا غفور رحيم».. فإن شاء الغرب محاربة الإرهاب عليه أن يكف عن ازدواجية المعايير ومناصرة الصهاينة والتآمر على العرب. اللهم لا شماتة.