أسرة ميسورة الحال تعيش في المغرب، الرجل يعشق زوجته «هبة» وابنه الشاب، تموت الزوجة بمرض أصابها، لكنها قبل وفاتها تؤكّد مدى حبها لزوجها «جلال الدين»، الذي طلب منها أن تسامحه، لتخبره بأنَّها راضية عنه تمامًا. قرر الرجل بعدها العزلة في مكان ناءٍِ، ليصبح شيخًا متصوفًا لأكثر من 20 عامًا، ليجد مفاجأة صادمة في انتظاره، عندما يأتي إليه حفيده الشاب، حاملًا في حقيبته مذكرات جدته، هذا الملخص الموجز يرصد قصة الفيلم المغربي «جلال الدين»، الذي ينافس ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي لدورته ال44. عرض «جلال الدين» بمهرجان القاهرة السينمائي في الساعات الماضية، عُرض فيلم جلال الدين ضمن فعاليات اليوم الثاني لمهرجان القاهرة السينمائي، وحضره عدد كبير من نجوم الفن، أبرزهم ليلى علوي، وإلهام شاهين، ومحمود حميدة، وأحمد الفيشاوي، بخلاف أبطال وصناع الفيلم المخرج حسن بن جلون، وفاطمة ناصر، وفاطمة الزهراء. التحضير للفيلم استغرق 6 سنوات قال مخرج الفيلم حسن بن جلون ل«الوطن»، إنَّ التحضير لفيلم «جلال الدين»، بداية من الفكرة وصولًا للتنفيذ، استغرق منه نحو 6 سنوات، في ظل وجود صعوبات وتحديات كثيرة واجهته، ما بين اختيار الأماكن واختيار التوقيت والظروف المناسبة، معبرًا عن سعادته لمشاركة الفيلم بمهرجان القاهرة، والمنافسة فيه، خصوصًا في ظل ردود الأفعال الجيدة التي استقبلها. وعن ما إذا كان «جلال الدين» له علاقة بالمتصوف جلال الدين الرومي، خصوصًا أنَّه في أحداث الفيلم يصبح متصوفًا وفقهيًا، أوضح «بن جلون»، أنَّ العلاقة ليست موجودة، لكن اختيار اسم بطل الفيلم كان مقصودًا، بهدف إحداث حالة من التساؤل لدى من يترقب الفيلم أو يشاهده، خصوصًا إنَّ إحدى بطلات الفيلم اسمها «رابعة»، مأخوذًا من اسم «رابعة العدوية»، بالتالي الأسماء لها دلالتها، لذلك تم الاستعانة بها. وقالت الفنانة ليلى علوي، إنَّها أحبّت الفيلم كثيرًا المليء بالجرأة والتسامح، وخصوصًِا الفنانة فاطمة ناصر التي جسّدت شخصية الزوجة ببراعة فضلًا عن طريقة الحوار ومشاهد كتابة المذكرات، مشيرة إلى أنَّ المشهد الأخير والذي يتعلق بظهور طيف الزوجة المتوفية ووضعها يد الجد وهو ممسكًا مسبحته فوق يد الحفيد، حملت تفسيرات كثيرة، إلا أنَّ الإحساس الذي وصلها هو أن هذا الصغير هو ابن «جلال الدين» وليس حفيده. الفيلم تجسيد لمراحل الحياة من حب وفساد وانتقام وأكّد المخرج كلماتها خصوصًا أنَّ «جلال الدين» مسكونًا بالحب من أوله لآخره، لأن الحب قائم على المنح والعطاء، وهو بالفيلم يعيش مشكلة أنَّه كان يتيمًا ولقيطًا وزوجته «هبة» ارتبطت به رغم رفض أسرتها وعاشت معه سنوات من الحب وسامحته على أخطاءه، فضلًا عن أن الفيلم بمثابة تجسيد لمراحل الحياة التي بها حب وفساد وانتقام، وعالم آخر روحاني يبحث عن الحقيقة والحب، ومن ثم التطرق إلى ما هو مسكوت عنه. وقالت الفنانة التونسية فاطمة ناصر، التي جسّدت شخصية هبة زوجة «جلال الدين» إنَّها المرة الأولى لها التي تشارك في فيلم مغربي، مؤكّدة أنَّها أحبت الدور وعاشت تفاصيله واستمتعت كثيرًا، ولم تهتم بالسؤال عن المساحة التي ستظهر بها على الشاشة، ولم تتخوف من تجسيد دور أم لشاب يافع «أنا مش صغيرة، وتخليت عن المكياج واحتفظت بملامح وجهي كما هي، لأن الروحانية وتوصيل إحساس الأمومة هو الأصعب بالنسبة لي». وقالت المغربية فاطمة الزهراء، التي جسّدت شخصية «رابعة» فتاة الهوى التي تتزوج من نجل «جلال الدين» وتنجب حفيده، ل«الوطن» إنَّ هذا الدور كان يمثل تحديًا كبيرًا لها خصوصًا وأنَّها تظهر على الشاشة في مرحلتين الأولى شابة صغيرة، والثانية بعد 20 عامًا أمًا لشابًا، وتواجه ماضيها المؤلم أمام هذا الابن، مشيرة إلى أنَّ منافسة الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي شرف كبير لها ويضيف لها الكثير.