أعلنت الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، في بيان رسمي لها اليوم، عن اعتماد مستشفى شفا الأورمان بالأقصر كأول مستشفى أخضر وفقا للمتطلبات الوطنية للتميز البيئي الصادرة عن الهيئة. المنشأة استوفت 90% من متطلبات التحول الأخضر ووافقت اللجنة العليا للاعتماد على منح المستشفى (الشهادة الذهبية للتميز البيئي)، إذ تخطت المنشأة 90% من درجة التطابق مع المتطلبات للتحول الأخضر نحو منشأة صديقه للبيئة، تماشيا مع اتجاة الدولة المصرية في الاهتمام بقضية التغيرات المناخية وسعيًا في تقليل البصمة الكربونية والانبعاثات الضارة من المنشآت الصحية والذي يترتب عليه تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية. وأوضح الدكتور أشرف إسماعيل، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن حصول المنشأة الصحية على شهادة التميز البيئي الوطنية من GAHAR يعزز سلامة وتميز الخدمات الصحية المقدمة، بما يسهم في تعزيز العمل المناخي على المستوى الوطني، بخاصة مع استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP 27. وأوضح أن التغيرات المناخية لا تقتصر كما يعرف البعض على مجرد تغير درجات الحرارة، وإنما هي مجموعة تحولات طويلة الأجل في أنماط الطقس بشكل عام، داعيا المستشفيات بمختلف محافظات الجمهورية ومن جميع القطاعات الصحية للتحول إلى مبان خضراء للمساهمة في الحفاظ على البيئة، لأنها تتميّز عن باقي المرافق بكون رسالتها سلامة المجتمع، وثانياً لأن المستشفيات تستخدم مواردَّ أكثر وتُنتج نفايات أكثر من معظم المباني التجارية الأخرى ذات الحجم المماثل. وتابع: فكرة المستشفى تقوم في الأساس على معالجة المرضى ليتعافوا فيعودوا أصحاء، لا أن يكون سببًا في أي حال من الأحوال بتحويل الأصحاء إلى مرضى، وفي أحيان كثيرة بإصابات لا شفاء منها، ومبدأ المستشفيات الخضراء يقتضي بأن تكون العناية الصحية من دون آثار مضرة للبيئة وبالتالي نحن هنا نتحدث عن توسيع نطاق السلامة، بحيث لا يقتصر على المريض وذويه داخل المستشفى بل يمتد إلى خارجها لتعمل على حماية الأصحّاء في بيوتهم وأعمالهم ومنتزهاتهم، قبل أن يتحوّلوا إلى مرضى، وتضطر إلى معالجتهم على الأسرّة وبالعقاقير والعمليات الجراحية بتكلفة مادية أكبر وهو ما دفعنا بهيئة الاعتماد والرقابة الصحية إلى إصدار متطلبات التميز البيئي للمستشفيات الخضراء. صناعة الرعاية الصحية الحديثة وفي السياق ذاته، أكد محمود فؤاد، المدير العام التنفيذي لمؤسسة شفاء الأورمان، أن سعي المؤسسة الدائم نحو الوصول إلى مركز أخضر صديق للبيئة، يتماشى مع صناعة الرعاية الصحية الحديثة التي تنتهجها الدولة، حيث تؤثر بشكل كبير في البيئة المحيطة، كما تتأثر البيئة مع ما تستهلكه المستشفى من موارد وما تنتجه من مخلفات تتضمن مخرجات عبارة عن نفايات طبية وبيولوجية وإشعاعية مما يؤثر تأثيرا مباشرا على التغيرات المناخية. ولفت إلى أن قمة أولويات المستشفى باتت التحول إلى أهم صرح طبي صديق للبيئة من خلال العديد من الإجراءات المشددة، ومنها وحدات فرم المخلفات الطبية صديقة البيئة، وإنشاء محطة طاقة شمسية وترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، ما عزز أن يكون المستشفى صديق للبيئة، ولتحقيق التنمية المستدامة المتوافقة مع رؤية مصر 2020. وقال الدكتور هاني حسين، مدير عام المستشفى، إن إدارة المستشفى تراعي الأبعاد البيئية، من خلال التصميمات الهندسية ومواد الدهانات للحوائط واستخدام التكنولوجيا سواء في التشخيص أو العلاج والتحكم بالمدخلات، بما يتماشى مع معايير التميز البيئي الصادرة عن الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية. نظم وعمليات مستدامة وذكية للتعامل مع المتغيرات البيئية وأشار إلى أهمية تدريب العاملين وإيمان قيادة المستشفى بأن تطبيق المعايير البيئية هي مسؤولية الجميع للوصول إلى اعتماد المستشفى، مؤكدا العلاقة الوطيدة بين تغير المناخ والصحة العامة، وهو ما استحدثه المستشفى في إدارة النظم والعمليات الداخلية المستدامة والذكية في التعامل مع البعد البيئي وآثار التغيرات المناخية لتحقيق التنمية المستدامة، ما يعكس أن الوصول إلى بيئة آمنة ونظيفة ومستدامة لا يعد أمرا مستحيلا إذا تضافرت جهود جميع الأطراف ذات العلاقة من خلال الآليات المحددة والقابلة للتحقيق وتدعيمها بكل ما تتطلبه من إمكانيات وموارد، والتي ساعدت في تحول المستشفى إلى مستشفى أخضر صديق للبيئة ومراعاة حقوق المرضى وكذلك الأصحاء. يذكر أن أهم محاور التميز للمنشآت الصحية الخضراء والمستدامة، تشمل الآتي: :1. القيادة الفعالة والتخطيط لبيئة خضراء مستدامة دعم ممارسات الاستدامة البيئية ونشر الوعي بالممارسات الصديقة للبيئة، والإشراف على نشاط الإصحاح البيئي من أجل تحسين جودة الهواء وخفض الانبعاثات الكربونية. 2. كفاءة استخدام الطاقة والتحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة وقياس الأحمال ووضع نظام وبرامج لإدارة الأصول الكهربائية والميكانيكية والطبية، والتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبيوجاز والهيدروجين الأخضر. 3. اتباع الأساليب التي تهدف إلى الاستخدام الأمثل للموارد المائية بما يضمن استدامتها ووَفرة المياه النظيفة. .4. الإدارة الآمنة للمواد الكيميائية: حيث يعد القطاع الصحي مستهلكاً رئيسياً للمواد الكيميائية بما في ذلك المواد ذات التأثيرات الخطيرة على الصحة والبيئة، مثل الزئبق الأحمر ما يُحتِّم تبني الممارسات التي تضمن الإدارة الآمنة للمواد الكيميائية والمخلفات الخطرة بشكل فعال في منشآت الرعاية الصحية. 5. إدارة مخلفات الرعاية الصحية: وذلك من خلال تعزيز الممارسات السليمة لإدارة وتداول المخلفات الطبية، واستخدام التكنولوجيا في عملية المعالجة، وذلك لحماية المرضى والعاملين والبيئة من المخلفات الطبية الضارة الناجمة عن خدمات تقديم الرعاية الصحية. 6. اتباع الممارسات السليمة في استخدام الغذاء الصحي واتباع النُظُم الغذائية الصحية، بخاصة في ظل ما تؤدي إليه الأنظمة الغذائية غير الصحية من مضاعفات خطيرة مثل الأمراض غير السارية. 7. تعزيز خيارات الشراء الخضراء والأخلاقية: وذلك من خلال توفير منتجات أكثر أماناً واستدامة بيئياً مع الأخذ في الاعتبار المعايير القياسية للاستهلاك. 8. المباني الخضراء المستدامة: وذلك لتُراعي أعمال التشييد والبناء في المنشآت الصحية على استخدام منتجات وأنظمة بناء أكثر أماناً ومرونة واستدامة، واعتماد التصاميم التي تضمن عدم الإخلال بالبيئة الطبيعية (النُظُم البيئية) وتحافظ على التراث الاجتماعي المحلي للمنطقة من أجل دمج المباني بشكل أفضل مع المجتمع والبيئة الطبيعية، مع الالتزام بتصميمات ذات تكلفة منخفضة للصيانة الدورية لضمان استدامة المنشآت.