فى سرعة بلا روية، وعلن بلا خفاء ولا كبرياء يجمع أشتاته ليرحل، أتى بلا استئذان كما يرحل الآن يتجاهل ما تركه وما خلفه من آثار زرعت فى وجدان أمة هماً وغماً وحزناً وألماً. إنه الراحل غير مأسوف عليه 2014، عام ولا أسوأ على المستوى العام ضاع من عمر الوطن لم يكن أفضل من سابقيه كما تمنيناه ونتمنى أن يكون لاحقه عوضاً عنه ولكن هل نتركه يرحل بخطاياه وآثامه وآلامه فقط أم يستحق ولو كلمة عتاب وحساب؟ عفواً أيها العام الراحل هل تعلم ما فعلته بنا بجهالة البعض منا كم يتمت ورملت وأدميت وأثقلت وتثاقلت وحملت أوزاراً شتى، فلا معروفاً صنعت ولا وطناً بنيت ولا خيراً بذرت ولا عطراً نثرت بل حصاد مر يمنة ويسرة فهل تسمح بلحظة قبل الرحيل؟! أما كان أولى بك أن تكون ناصحاً أميناً لبعض العقول والقلوب أن تتعظ مما سبق وتعلم أن أبواب الفتن كثيرة والعاقل من ألجمها ونزع فتيلها؟ هل علمت البعض فينا أن من يخرج من بيته من أجل صراع سياسى طاعة ورضا واتباعاً لأوامر قيادة أو انتماء لفصيل أو جماعة لا يعتد جهاداً ونضالاً فلكل هجرته ولكل امرؤ ما نوى، ستقول هذا زرع أيديكم وحصاد البعض منكم، نعم لقد غيب الفكر عقولاً لم تعِ ما تفعل وقلوباً لم تعِ ما تكتب، فضيعت وأضاعت وقسمت أوطاناً ومزقت أمماً ولا زالت تخدع بسطاء باسم الدين والدين من كل قتل وسفك دماء براء. ارحل عنا نعم فنحن لا نريدك ولا نريد من عاونك ومن أيدك ومن تستر بك ومن استثارك لتصب علينا حمم غضب ونار فتن أرقت مضجعنا وأوجعت قلوبنا وحطمت دياراً ومزقت أحلام صغار. ارحل أيها الفاعل والمفعول، ارحل تعذبك روح المقتول والمغدور والمهدور وكل من فقد الشعور، ارحل فنحن ننتظر أن يأتى غداً أفضل منك، وعاماً نتمناه عوضاً عنك وأملاً أكبر من واقعك ومستقبلاً أفضل من حاضرك نعم ارحل فقد أرقها الانكسار وطول الانتظار.