في سنة 2019 قادتني الصدفة أن أذهب مع أحد أصدقائي مشوار خاص به.. «المشوار دا غيرلي طريقة تفكيري خالص في أي حاجة بقرأها على السوشيال ميديا». أنا طبيعتي بحب أفكر وأحلل وأمنطق أي حاجة بقرأها.. لكن المشوار دا أضاف لي خاصية جديدة.. أني أتعامل مع السوشيال ميديا بنظرية المؤامرة. ممكن تخلوني أشرحلكم المشوار دا بأجواء درامية؟ وقفنا أنا وصديقي أمام بيت قديم متهالك في منطقة شبه نائية.. دخلنا تحت البيت دا في حاجة أشبه بالقبو السري تحت الأرض.. بابه ماتاخدش بالك منه بسهولة. لقيت نفسي في غرفة صغيرة مغلقة لا شباك ولا نور.. أمامي صفين أجهزة كمبيوتر يمين وشمال، حوالي 5 على كل جانب، وأمام كل جهاز شاب شعبوي الشكل وباين دا من قَصّة الشعر والملابس. قاعدين في ضلمة يا دوب إضاءة الشاشات. دخان خنيق معبي المكان. بقول مساء الخير، محدش عبرني ولا حسوا إن في حد دخل أصلا، وتحسهم «محششين» من ريحة المكان. في واحد بيشغل الشباب دي، قاعد ورا الباب معاه لاب توب وشغال عليه برضو. فهمت ان المفروض اللي أمسي عليه هو الشاب دا، والباقي أصنام لا بيتكلموا مع حد ولا بيلتفتوا لحد أصلا. أجواء هوليودية كدا شفت شبهها في أفلام أمريكية كتير. ولزيادة التخبط اللي كنت فيه ومش فاهم مين دول ولا بيعملوا أيه، لقيت صاحبي طلع فلوس ودفع للولد دا 4 آلاف جنيه، وكان بيعدهم الولد وراه باهتمام وبيقوله كدا تمام إديني 3 ساعات! بصيت لصاحبي على طريقة أنت جايبني تشتري مخدرات ولا أيه؟! مشينا وأنا عمال أبص ورايا، عايز لسه أتشبع من المشهد دا.. عايز أفهم في ايه! لما خرجنا فهمت.. صاحبي دا دافع فلوس للولاد دول علشان يِرَكّبوا حد معين التريند.. ركوب ايجابي، حاجة كدا زي دعاية وشغل حلمنتيشي. أيوة يعني مين دول يا نجم برضو! دول يا سيدي ناس بتاخد فلوس وتعملك اللي أنت عايزه على السوشيال ميديا.. يقودوا هجمات على ناس.. يدافعوا عن ناس.. يلمعوا ناس.. وهكذا. يا سلام يعني شوية المقاطيع دول بيوجهوا الناس؟! اه بيوجهوا الرأي العام كله بجد؟ هتشوف كمان شوية هيعملوا أيه مع فلان اللي طلبت منهم دعمه. وأنت مصدقهم؟ أه ماهي مش أول مرة. كمان؟ المهم يا سيدي شوية والنهار طلع وبقلب في ال«فيس بوك وتويتر»، فهمت واتأكدت من صاحبي. كانت حملة لدعم أحد الشخصيات المعروفة اللي كانت بتتهاجم ودلوقتي (وقتها) بيعدلوا الكفة، وبيردوا الهجوم. من ساعتها وأنا بقيت ببص على السوشيال ميديا بعيون تانية خالص. بقيت بعرف أرصد مين كان راكب التريند بالمشقلب، وفجأة بيتعدل ازاي ونلاقي صفحات وكتائب بتدافع عنه. أو العكس.. مين كويس وبيبعتوه مشوار لا رجعة منه. من يومها وأنا ببص على السوشيال ميديا وأضحك لما ألاقي هجوم عنيف على حد أو دفاع مستميت عن حد. طبعًا دا مش مقصود به احنا واللي شبهنا لما بنقتنع بالهجوم أو الدفاع عن حد وبنكتب دا في بوستات.. أنا بتكلم على الزن على الودان اللي بيحصلنا وبيوجهنا واحنا مش واخدين بالنا. الرأي العام كله بيتوجه ب4 آلاف جنيه؟! يا بلاش والله. لما فكرت بأثر رجعي واستدعيت من الذاكرة بعض المواقف على السوشيال ميديا، كنت عامل زي الأفلام في الآخر كدا لما بيحصل فلاش باك والمخرج يفهمنا اللي حصل كله وماكناش فاهمينه. دا أنا كنت زبون بقى! اللي فهمته أخيرًا اننا عايشين في ماتركس.. مصفوفة.. السوشيال ميديا دي سلاح فتاك.. اللي معاه فلوس يعمل اللي هو عايزه. دلوقتي بقى خلاص.. السوشيال ميديا تقولي مين حلو مين وحش ماليش فيه.. بشغل فلتر دماغي ولا أنساق ورا حد.. بطلت أتساق. مين بقى أشطر ناس في المواضيع دي وبيدفعوا؟ إعلام الاخوان واللي بيحترموهم. أنا تقولي أصل الدولة؟! خلاص يا حمادة مفيش.. اللي بشوفه بعينيا بس وأسمعه بودني في العالم الحقيقي هو الحقيقي.. الباقي ماتركس. بالمناسبة.. هذا المقال ليس من وحي خيالي.. ركز بمليم في السوشيال ميديا وأنت تتأكد، لأن حتى المقال دا لو أول 10 اتهموني بالتأليف، فالباقي هيدخل يتهمني زيهم.. دي حاجة جديدة عرفتها من الكتائب الإلكترونية.. أول 10 بيعلقوا بيتحكموا لا شعوريًا في باقي التعليقات.. المعلق رقم 11 (اللي هو حضرتك)، بيخاف يخالف ال10 اللي قبله، فيطلع شكله مش فاهم، فبيضطر يجري معاهم في الماتريكس علشان يبان فاهم. عيال حريفة جدا بصراحة، تحس أنهم دارسين عِلم نفس وتوجيه العقول.. أو حد دارس لهم وبيديهم الخلاصة.. شغل أجهزة من الآخر. والله على ما أقول شهيد.