سيادة الرئيس: تحية طيبة وبعد، نظراً لأن رسالتى رسمية، فقررت أن أدخل على «جوجل» بحثاً عن نموذج لرسالة رسمية وبالفعل لقيت النص بس للأسف كان مليان كلام عجيب زى «لطفاً»، و«أحيط سيادتكم علماً»، و«نوجه عناية سيادتكم»، جمل كتير هتجبرنى إنى مقولش اللى أنا عايزة أقوله، جمل هتخلينى أكدب، وأنا مش عايزة أكدب، سيادة الرئيس اعذرنى فأنا حابة إنى أبعت رسالتى لحضرتك بطريقتى العادية. صباح الخير يا ريس، أنا بسمة السباعى، عمرى 27 سنة، زوجة وأم لبنت عمرها 5 سنين، والدى حذرنى كتير إنى أكتب فى السياسة وحجتة كانت «هيشدوكى يا بنتى وإنتى مش هتستحملى قفا واحد»، ولإنى عارفة إنى مش هستحمل قفا واحد ولا حتى هستحمل ريحة عرق المخبرين فبعدت عن كل ما له علاقة بالسياسة، ثورة تقوم، أكتب مقال عن «الكب كيك»، ثورة تانية تقوم، أكتب مقال عن «حلقة شعر حسن الشافعى» مبارك يطلع براءة أكتب مقال عن «طريقة عمل السحلب» وهكذا، وفى يوم يا ريس خدت بنتى وديتها الملاهى وبعد ما خلصنا خروجتنا ورِكِبت جنبى العربية كانت ماسكة فى إيدها بالونة كبيرة وكيس مليان شيكولاتات جالنا ولد صغير بيخبط عالإزاز ووالله كان بيعيط وبيترعش من كتر البرد وقالى: «ونبى اشترى منى، لو مرجعتش لجوز أمى بفلوس بيحرقنى بالنار» مكنتش أول مرة ليا أشوف طفل شقيان، بس كانت أول مرة ليها، بعد ما مشى لقيت بنتى بتقولى: «مامى قوليلهم يودوه الملاهى ويجيبولوا چاكيت» قلتلها: «أقول لمين؟» قالتلى: «للى بتكتبيلهم» بكيت أوى وقلتلها «مقدرش»، قالتلى «ليه؟» قلتلها: «مينفعش أقول»، قالتلى: «ليه؟» قلتلها: «أخاف يا حبيبتى»، قالتلى طب أنا مش هخاف، وهقول للميس بتاعتى عشان تساعده، وقتها حسيت إنى جبانة، قرفت من نفسى لإنى خذلت بنتى، بصتها ليا خلتنى أخد قرارى بإنى أقول، قربت منها وقولتلها: «متزعليش منى خلاص والله هكتب وأقولهم». سيادة الريس خلينى أقول لحضرتك أنا عايزة إيه باختصار مؤقتاً لحد ما تيجيلى الفرصة إنى أتكلم معاك وبدون قيود، ياريس أنا نفسى أشوف فى بلدى كل حاجة فى مكانها، الأطفال اللى متبهدلين فى الشوارع أشوفهم فى المدرسة والنادى بيلعبوا، الظابط بيأمن المواطن، الشاب الكفء البسيط فى الوظيفة اللى خدها ابن «كمال» بيه، الست أو الراجل اللى نايمين عالرصيف أشوفهم فى دار مسنين تدفيهم يمكن يضحكوا فى آخر سنين عمرهم، وأخيراً يا ريس نفسى أشوف موظف المصالح الحكومية على مكتبة وبيخدم المواطن بدون «شاى» لزوم يديله «حقه». يا ريس أنا نفسى مشوفش حد زعلان شقيان ولا نايم عالرصيف متغطى بشكارة فاضية، نفسى حضرتك لما أروح المرور أو السجل اللى مش «مدنى» ملاقيش مدام «عواطتشيف» اللى علطول قالبة بوزها فى وشنا، نفسى لما ييجى دورى وفرضنا إنكوا ممشيتوش مدام «عواطتيشف» نفسى إنها تقولنا طلباتها مرة واحدة، لإن يا ريس اللى بيوصل لدوره بدون «شاى» بيتقاله: «روح صور ديهيان نسختشين» ولما يروح ويرجع تانى لنفس الطابور وفرضنا إنه وصل بيتقاله تانى «طاااه روح للحاج سيد هات دمغتين فوشيا» فيخلص مع الحاج سيد واعتشيماد وعواطتشيف، ومنهم للراجل بتاع الخزنة اللى دايماً بيقفل الخزنة بدرى لأنه عنده «حالة وفاة»!، سيادة الرئيس ليه الملفات والدمغات؟ ليه موظفين المصالح الحكومية علطول قالبين وشهم علينا؟ ليه مفيش «كمبيوتر» ينجز للناس بدل ما نروح من مصلحة حكومية للتانية لمجرد نجدد رخصة؟ إحنا ليه كده بجد؟، يا ريس خلصنا ونبى من سواقين باصات المدارس والنقل اللى مزاجهم «عنب» فبيموتوا ولادنا وأهالينا! يا ريس دموع ووجع الأطفال اللى ماليين الشوارع، رعشة الست العجوزة اللى نايمة عالرصيف فى عز التلج، كسرة الأب اللى مرتبه معداش ال120 جنيهاً، مرممطة المرضى اللى بيطلع عينهم فى مستشفيات الحكومة لإنهم معهمش يتعالجوا فى ألمانيا، النماذج ديه لازم ترتاح بقى وتفرح، سيادة الريس أنا أسفة لو تجاوزت حدودى مع حضرتك بس أنا كان لازم أنقلك الصورة «شبه» كاملة، يا ريس مصر محتاجة تبقى دنيا الأول وساعتها ناسها دول هيخلوها تبقى قد الدنيا كلها. بنتى حبيبتى، أنا نفذت وعدى ليكى وكتبت وقلت، ولو صحيتى بقى يا كتكوتة وملقتنيش، إبقى خلى الميس بقى تنفعك وتأكلك. «مامى إنت بتقوليلى أدى للأطفال حاجات حلوة من اللى معايا، طب ليه بقى مصر مليانة سوبر ماركتات ومحلات لعب ومولات وملاهى كتير ومبتديش لبقية الأطفال؟» خلص المقال ولسه السؤال اللى سألتهولى بنتى من غير إجابة بس أنا هستنى إجابتك عليه يا ريس. تحياتى.