ما زالت أزمة الوقود تتصاعد وتنعكس بشكل مباشر على المواطنين، وعلى القطاعات الاقتصادية الهامة، ومنها القطاع السياحى، حيث عجز الكثير من أصحاب شركات السياحة عن توفير الوقود اللازم لتشغيل الأتوبيسات، ومعها تستمر شكاوى الفلاحين الذين ينتظرون منذ أذان الفجر أمام المحطات أملاً فى الحصول على السولار اللازم لتشغيل الجرارات الزارعية وماكينات رفع المياه. يقول عثمان محمد سائق بالأقصر: «اختفاء البنزين جعلنا نلجأ للحصول على احتياجاتنا من السوق السوداء وبأسعار مرتفعة، حيث عجزت الأجهزة المعنية فى المحافظة عن السيطرة، وحل المشكلة التى أصبحت تمثل عائقاً كبيراً للعاملين بالقطاع السياحى». وأكد ثروت عجمى رئيس غرفة الشركات السياحية بالصعيد، أنهم يتكبدون يومياً خسائر فادحة بسبب إلغاء بعض الرحلات. وفى المنيا واصلت الأزمة انتشارها، وأكد مدحت ربيعى، 55 سنة، فلاح، بمركز أبوقرقاص، أنه يقف أمام المحطة منذ أذان الفجر للحصول على البنزين اللازم لتمويل الجرار، ولم يتمكن من الحصول على نقطة واحدة، وطالب بزيادة الكمية لسد العجز والتمكن من تغطية احتياجات الأراضى من المياه ومنحها الرعاية اللازمة، وبالتالى الالتزام بزراعة المحاصيل فى مواعيدها المقررة وعدم التخلف. وصرح مصدر بمديرية تموين المنيا، بأن حصة المحافظة المطلوبة من السولار ألف و200 طن لم يرد منها سوى 828 طناً، وهو السبب فى العجز، مشيراً إلى أنه تم زيادة الكميات الواردة للمحافظة من بنزين 80 إلى 280 طناً، برغم أن الحصة المقررة 250 طناً، وهو ما يعنى زيادة مقدارها 1% ولكن ما زال الفارق بين الكمية المطلوبة من بنزين 90 و92 والكمية الواردة كبيراً، حيث إن الواردة لم تتعد 35 طناً فى حين أن المطلوبة 150 طناً. فى نفس السياق تمكنت مباحث تموين المنيا برئاسة العقيد عصام الشافعى رئيس المباحث من ضبط 700 لتر سولار محملة على توك توك بدون لوحات معدنية. وتمكنت مباحث شرطة التموين من ضبط 700 لتر من السولار من الوقود المدعم قبل بيعها بالسوق السوداء بقنا، بالإضافة إلى 35 شيكارة سماد قبل بيعها. وتمكنت وحدة مباحث المجرى الملاحى بالسويس برئاسة الرائد محمد عزت العقبى من ضبط سيارة نقل رقم 7461 (ط س ع) ومقطورة رقم ألف نقل السويس أثناء مرورها على معدية قناة السويس التى تربط السويس بسيناء محملة ب27 ألف لتر سولار مدعم و27 ألف لتر بنزين مدعم. وبسؤال سائق السيارة عن الفواتير الخاصة بشحن الحمولة تبين أنه لا يمتلك أى فواتير، واعترف بشحن تلك الكميات لتهريبها لسيناء وبيعها بالسوق السوداء والاستفادة بفارق الأسعار. تم التحفظ على السيارة بمستودع مصر للبترول، وتحرير محضر بالواقعة بقسم شرطة الجناين، والعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيق. أكد مصدر مطلع مسئول بوزارة البترول أن وزارة «الزراعة» طلبت مؤخراً زيادة حصتها من السولار إلى 15% بدلاً من النسبة المقررة 10% لتلبية احتياجات المشروعات الزراعية. وأكد المصدر أن غرفة عمليات هيئة البترول ستتخذ قرارها النهائى بشأن توزيع نسب البنزين والسولار على مختلف المحافظات فى مصر قبل نهاية الشهر وفقاً لاحتياجات كل وزارة. وأعلنت وزارة الزراعة عن طلبها كميات إضافية من السولار حددتها ب100 لتر لكل 5 أفندة لحين استقرار الأوضاع بالسوق المحلى. وأضاف المصدر ل«الوطن» أن الوزارة تعمل حالياً على تغطية احتياجات السوق المحلى من البنزين والسولار بعد التعاقد على شحنتين من السولار، تحملان 48 ألف طن سولار، تصلان يوم الأربعاء القادم إلى موانئ الإسكندريةوالسويس، سيتم توزيعهما على عدد من المحافظات فى مصر. وأوضح أن وزارة البترول أوصت بالوصول باحتياطى السولار قبل عيد الأضحى لمدة تصل إلى 7 أيام، وذلك لضمان عدم تعرض المحطات البترولية لعمليات زحام شديدة خلال أيام العيد، مشيراً إلى أن وزارة البترول قامت بسحب رخصة من محطة بترول خاصة رفضت تنفيذ قراراتها الرسمية بخصوص متابعة مفتشى التموين والوحدة المحلية لعمليات توزيع الوقود على المواطنين. ومن جانبه أكد اللواء أحمد الموافى مدير الإدارة العامة لمباحث التموين أنه تم ضبط (34) قضية مواد بترولية بمضبوطات وزنت 1145535 لتر بنزين وسولار (منها ما تم ضبطه قبل بيعه بالسوق السوداء، وكميات تم التصرف فيها. كما تم ضبط (21) قضية إسطوانات بوتاجاز بمضبوطات (1199) إسطوانة وأضاف مدير الإدارة أنه تم ضبط مسئولى 8 محطات وقود من بينها محطتان تابعتان لوزارة البترول، حيث تم ضبط مسئول محطة بالعبور لتصرفه فى الحصة الواردة للمحطة من المواد البترولية التى تقدر ب20 ألف لتر بالسوق السوداء، ومسئول بمحطة مصر للبترول بالقناطر تصرف فى 30 ألف لتر سولار، وآخر بمحطة فى كفر الشيخ جمع 10 آلاف و142 لتر بنزين 80 و24 ألفا و106 لترات بنزين 92.
