فرحوا بخطة التطوير التى وضعتها المحافظة، دون أن يدروا أن تجميل الشارع لن يحدث إلا برحيلهم عنه.. هو حال أصحاب المحال التجارية الموجودة فى شارع «الألفى» بمنطقة «التوفيقية»، وذلك بعد مطالبة محافظة القاهرة بإزالة بعض «الفتارين» واللافتات نهائياً، الأمر الذى تسبب فى غضب أصحاب الأنشطة التجارية، واتفاقهم بالتصدى للأمر، لحماية «فتارينهم» المرخصة منذ عشرات السنين، والتى توارثوها عن آبائهم. يجلس صالح عيد صالح، أمام «فاترينة» السجائر التى ورثها عن أبيه، واضعاً الرخصة القانونية أمامه، موجهاً حديثة إلى زملائه: «إزاى بعد كل ده ييجى مهندس من المحافظة ويشيلوا أكل عيشنا؟! ده أنا اتولدت هنا». الأسباب التى ساقتها المحافظة لم تقنع «صالح» وغيره من البائعين بالقرار: «بيقولوا لنا دى عماير أثرية، وعايزين نبرز الحيطان.. ماشى، لكن إحنا بقى نروح فين؟»، مندداً بالتعويضات المطروحة: «يعنى إيه يعوضونا بكشك.. بقالى سنين هنا وفى الآخر تدونى كشك»؟!. أما «أحمد الألفى»، صاحب محل صغير، فوضع فواتير الكهرباء والضرائب، والرخصة أمامه، موضحاً أنه يقوم بتجديد الرخصة باستمرار: «قالوا لى عايزين نشيل اليافطة، لأن حيطة العمارة تعتبر من الآثار، ماشى بس ما تقطعوش عيشنا»، مؤكداً أن فاترينة العرض مرخصة، ويصرف منها على أسر، كما أكد أنه مصاب بالإحباط بسبب التضييق عليه. منذ عام 1968 والحاج «بدر» يجدد رخصة فاترينته، التى يصرف منها على 5 بنات: «فجأة كده تقولوا لنا عايزين نمشيكوا.. طب إزاى»، وهو ما دفعه لأخذ قرار بعدم ترك المكان لأى سبب، واتفق معه فى ذلك كرم حسن، الذى ورث «الفاترينة» عن والده، ويقف بجوارها هو وأخواته الثلاث: «المحافظة بتقول عايزين الحيطة تبان، وأنا محلى على الحيطة، معنى كده إنى اترمى فى الشارع أنا واخواتى.. يرضى مين ده؟» «جملوا الشارع براحتكم بس ما تخربوش بيوت الناس»، قالها محمد حبيب، صاحب محل للأدوات الكهربائية، مؤكداً أن إزالة الفاترينة واللافتة الخاصة بالمحل تعنى فى رأيه «المحل اتلغى»، قائلاً: «أنا صارف على الكلام ده آلاف الجنيهات.. هى المحافظة عايزة تخرب بيوتنا؟ بتنتقموا مننا ولا إيه؟».