فسّر الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الديار السابق، الآية الكريمة من سورة البقرة {إنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ومَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}، قائلًا إنَّ الصفا والمروة من شعائر الله {فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ}، عليه أن يستمر في هذا لأنها من دين إبراهيم ومن صحيح الدين وليس مما قد طرأ من شرك أو فساد أو انحراف. امتداد لجماعة المرسلين وأضاف جمعة، في تفسيره عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أنَّ في قول الله تعالى تأكّيد أننا امتداد لجماعة المرسلين خاصة لسيدنا إبراهيم؛ فسيدنا إبراهيم علمه ربه أنَّ الصفا والمروة من شعائر الله. واستكمل مفتي الديار السابق: «ورث العرب ذلك من بعده وانحرفوا إلى الشرك؛ انحرفوا عن الحنيفية السمحاء التي أتى بها سيدنا إبراهيم إلى الشرك؛ وعلى الرغم من ذلك فإنهم ما زالوا يقدسون ويعظمون البيت الحرام؛ وما زالوا يبتدئونه بالطواف؛ وما زالوا يسعون بين الصفا والمروة، وظن المسلمون أو بعضهم أن دين الإسلام قد جاء يمحوا عوائد الجاهلية ويمحوا كل شيء مما قبله، وهذا مفهوم يضاد مفهوم الحضارة». الطواف بين الصفا والمروة وأشار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إلى أنَّ هذه بربرية وخراب وقتل لذاكرة الأمة وذاكرة البلد، فربنا سبحانه وتعالى يعلمنا ما يقع فيه الخلق عندما يفكر من نفسه، ويرى أنه لبدء صفحة جديدة يجب تمزيق الصفحة التي قبلها هذه مصيبة، فالقرآن الكريم كتاب هداية وحضارة، أنظر ماذا يقول؟ نحن جئنا لننفي الباطل؛ لا أن ننفى كل ما كان قبلنا سواء أكان حقاً أو باطلاً، نحن جئنا لنغير الباطل وننفيه ونعدمه مع الإبقاء على الحق فالحق حق، فأقرّ النبي الأمر فأرجعه إلى ما كان عليه في دين إبراهيم؛ فعلمهم الطواف بين الصفا والمروة فرد بذلك على هذا التوجه البشري وصححه؛ أننا عندما نأتي بالتغيير يحدث في مشارب بعض الناس وفي قلوبهم حب القضاء على كل ما هو ماضي؛ وعلى كل ما هو قبل الآن، وهذا شعور خطأ ويجب علينا أن نتخلص منه وأن نعود إلى معيار الحق». واختتم جمعة: «هذه الآية هي عنوان كبير لمن أراد التغيير، وشرط عظيم لمن أراد التغيير في الطريق الصحيح؛ بأننا نقرّ الحق حيثما كان {ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} يعلمك الإنصاف، إذن من أراد التغير فلابد عليه من الإنصاف»، مشدداً على أنَّ الصفا والمروة من شعائر الله {فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ} فعليه أن يستمر في هذا لأنها من دين إبراهيم ومن صحيح الدين؛ وليس مما قد طرأ من شرك أو فساد أو انحراف.