المفكر السياسى: الحوار أداة للتوافق بين الدولة والقوى السياسية.. والشباب مستقبل مصر وعلينا تلبية حاجتهم

قال الكاتب والمفكر السياسى سمير مرقص، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، إن «الحوار الوطنى» أداة للتوافق بين الدولة والقوى السياسية لصالح الشعب.
وأضاف «مرقص»، فى حوار ل«الوطن»، أن التوصل لأرضيات مشتركة بين ألوان الطيف السياسى المصرى يحتاج مهارة وذكاء وسنناقش القضايا الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية لأن هناك مشكلات حقيقية فى الأسرة المصرية، والتماسك الاجتماعى عنصر قوة فى المجتمعات، وأكد أن الشباب مستقبل مصر وعلينا الالتفات لهم وتلبية حاجتهم والاستماع لأفكارهم لمواكبة التطورات الفكرية والرقمية، مشيراً إلى أن تنوع مجلس الأمناء دفعة قوية للنجاح.. و«أكاديمية التدريب» جهة وطنية ستؤدى الدور المطلوب منها بكفاءة كبيرة.. وإلى نص الحوار:
سمير مرقص: سنناقش القضايا الاقتصادية والاجتماعية لأن هناك مشكلات حقيقية فى الأسرة
كيف رأيت تشكيل مجلس أمناء الحوار الوطنى؟
- التشكيل به تنوع فكرى وسياسى وهذا أمر طيب ويعطى أملاً وتفاؤلاً، فالأسماء متنوعة، فيها الشباب والخبرة والسياسيون ومن تقلدوا مناصب سابقة، وهذه أهم مميزات التشكيل، وهى أسماء لديها فكر وثقافة مصرية كبيرة، وهذا التنوع يمثل كل الاتجاهات وألوان الطيف من يسار ويمين وليبرالى وغير ذلك، ومن المؤكد أنه سيخدم طاولة الحوار الوطنى، وهو دَفعة قوية لإنجاح الحوار الوطنى الذى ينتظره الجميع، وفى ظل التحديات التى يعيشها العالم، فإن للحوار الوطنى أهمية كبرى واللحظة تستدعى هذا التنوع.
ما دور الأمانة العامة فى الحوار الوطنى؟
- دور الأمانة العامة الأساسى فى الحوار الوطنى هو تيسير الحوار وتنظيم سيره بين القوى السياسية وقوى المجتمع المدنى والنقابات والفئات المختلفة المشاركة فى جلسات الحوار.
كيف رأيت الدعوة لإطلاق الحوار الوطنى؟
- أرحب بدعوة رئيس الجمهورية للحوار الوطنى، لأن الحوار يهتم بعنصرين مهمين، الأول هو أن الحوار لا سقف له والثانى أن الحوار يشمل كل الآراء المختلفة، وهو خطوة مهمة خصوصاً فى العالم الجديد الذى لا غنى فيه عن الحوار، وأداة من الأدوات السلمية المدنية التى تساعد فى إيجاد توافق بين الأطراف والقوى المختلفة فى المجتمع، والوصول إلى صيغ ملائمة فيما يتعلق بالتنمية وغيرها، فهو عنصر من شأنه تأمين الواقع والحياة السياسية بشكل أو بآخر.
وما أهمية عقد جلسات الحوار الوطنى؟
- التوصل لأرضيات مشتركة بين الأطراف المختلفة ليس بالأمر السهل فهو يحتاج إلى مهارة وذكاء للتمكن من الوصول لما يصب فى صالح الوطن والمواطنين، والحوار لا غنى عنه فى تقدم المجتمعات، أما عن اختيار الأكاديمية الوطنية لإدارة الحوار الوطنى، فأنا أرى أنها جهة وطنية ستؤدى الغرض المطلوب.
ما أبرز الملفات التى تهتم بطرحها فى الحوار الوطنى؟
- هناك بعض الملفات التى أهتم بها بشكل شخصى أولها قضية المواطنة وإمكانية تفعيلها فى أرض الواقع من خلال السبل المختلفة، والملف الآخر الالتفات إلى الكتلة الشبابية الموجودة فى مصر، التى تمثل الغالبية العظمى من المصريين، فهذه الفئة من المجتمع هى الفئة الأهم لأنها تمثل مستقبل مصر، ولذا يجب الالتفات لهم وتلبية حاجتهم والاستماع لأفكارهم التى من المؤكد تختلف تماماً عن الأجيال السابقة وبالتالى تساعد فى وضع تصور ورؤى للمستقبل.
هل من ملفات أخرى عامة تراها مهمة على مائدة الحوار الوطنى؟
- الحوار عليه أن يمزج بين أمرين مهمين، هما القضايا الاستراتيجية، والقضايا الآنية، ويكون هناك توازن بينهما، وعدم تغليب واحدة على الأخرى، فالقضايا الاستراتيجية، مرتبطة بالتحولات التى تحدث فى العالم لسبب أو لآخر، أين أنت منها وكيف سيكون موقعك فى العالم الجديد، لأن ما يحدث فى العالم حالياً غير مسبوق فى تاريخه ومن المهم معرفة تبعاته على مصر فى المستقبل.
وماذا عن القضايا الآنية؟
- القضايا الآنية، تتمثل فى القضايا الاقتصادية، والعلاقات الاجتماعية، كالتماسك العائلى، فالجميع لديه شعور أن هناك مشكلات حقيقية فى الأسرة المصرية ووجود خلل يعانى منه المجتمع كافة، حيث إن التماسك الاجتماعى عنصر قوة فى المجتمعات وعيابه يمثل عنصر ضعف.
وما رأيك فى توقيت الحوار الوطنى؟
- التوقيت مهم جداً ولحظة تاريخية، لأن العالم يشهد العديد من المستجدات المختلفة تماماً عما عاصرناه ولهذا نحتاج إلى دراسة جيدة لهذه المستجدات التى لم نشهدها من قبل حتى تتمكن مصر من مواكبة التطورات المختلفة سواء كانت فكرية أو رقمية.
ما ردك على المشككين فى الحوار الوطنى؟
- الحوار الوطنى خطوة مهمة وكانت مطلوبة، والدليل على ذلك إقبال كم كبير من الجماهير على الحوار، وغيرها من المؤشرات الإيجابية التى توحى بنجاح هذا الحوار بشكل يخدم الوطن والمواطنين، والحوار الوطنى فرصة حقيقية لتتمكن مصر من النهوض بشكل أقوى وحل الأزمات الحالية، وأنصح المشككين بأن يتفاءلوا بالحوار الوطنى وقدرة مصر والمصريين.