"الجماعة عرضت على راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية، وهمام سعيد مراقب الإخوان في الأردن، منصب المرشد العام لها"، فتحت تصريحات سامح عيد، العضو المنشق عن جماعة الإخوان، والباحث في شؤون الحركات الإسلامية، الباب للتساؤل حول مستقبل "خليفة" محمد بديع، المرشد السابق للجماعة في الإمارة، والنظر في لوائح الجماعة، وقواعد اختيار مرشدها. يؤكد سامح عيد، ل"الوطن"، عرض الجماعة على أكثر من قيادة بالتنظيم الدولي للإخوان، تولي المنصب، وكانت أكثر الأسماء ترشيحًا: "راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، وهمام سعيد مراقب الإخوان في الأردن، وإبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة"، ليكون المرشد حال موافقة هؤلاء، وهو ما لم يحدث، لأول مرة في تاريخ الإخوان من خارج مصر. "لا إمارة لأسير ولا لضرير"، قاعدة فقهية يعتمد ويسير عليها "الإخوان" والتنظيمات والجماعات الإسلامية، وأبعدت عن محمد بديع منصب المرشد، وكذلك نائبه خيرت الشاطر، كما أن "محمود عزت"، الذي اعتمدته الجماعة قائمًا بأعمال المرشد هارب الآن، ومقيَّدة حركته فهو في حكم "الأسير"، فلا يحضر اجتماعات التنظيم الدولي للإخوان، ولا يستطيع تسيير أعمال الجماعة، وبحكم تلك القاعدة التي ذكرها سامح عيد، أُبعد "عمر عبدالرحمن" عن إمارة الجماعة الإسلامية، لأنه ضرير، وأنه يشترط فيها سلامة الأعضاء والحواس، وحدث على إثرها خلافات وانشقاقات في الجماعة الإسلامية، ولذلك أيضًا فسلامة الأعضاء والحواس لم تنطبق على جمعة أمين، لأنه مريض ومتقاعد، بحسب "عيد"، فلا تجوز له الإمارة، ولا أن يصبح مرشدًا للجماعة. يبقى موقف غير المصريين من منصب المرشد، وهو ما تحدده اللائحة الداخلية للجماعة، ووفقًا للائحة جماعة الإخوان عام 1948، والتي تعرف باسم لائحة "البنا"، مؤسس الجماعة، وما تلاها من تعديلات بلوائح جديدة، كان النص صراحة بأن المرشد العام للجماعة من مصر، ولكن في عام 2009، جاءت لائحة جديدة، لم تذكر صراحة شرط أن يكون المرشد العام مصريًا، وهو ما يعني أنه ليس هناك عوائق أمام ترشيح غير المصريين للمنصب، ولكن كل قواعد الانتخاب بالجماعة، كانت تجعله مصريًا. يشرح سامح عيد، ل"الوطن"، نظام الانتخابات في لائحة "الإخوان"، ويقول: "من الشُعب تبدأ الانتخابات، والشعبة هي أصغر الوحدات الإدارية وكل مجموعة من الشُعب تتكون منها منطقة، وكل مجموعة من المناطق يتكون منها مكتب إداري (مكتب المحافظة)، وينتخب وفقًا للمادة الثانية للمادة (25) من اللائحة، بعدها ينتخب مجلس شورى المحافظة، بعدد أعضاء يحددها مكتب الإرشاد في كل محافظة، بعدها ينتخب مجلس الشورى العام ويتكون من 75 عضوًا، يتم تقسيم عددهم بين المحافظات، وفقًا للمادة (13)، بعدها ينتخب أعضاء مكتب الإرشاد وهم 16 عضوًا، بالإضافة للمرشد، وفقًا للمادة (6) من اللائحة". يؤكد سامح عيد، أن هناك إشكالية أخرى، يواجهها التنظيم الدولي، تحتم وجود مرشد العام للجماعة، وهي أن "بديع" كان يشغل "رئيس مكتب الإرشاد العالمي"، و"رئيس مجلس الشورى العالمي"، رغم أن لائحة 2009، لا تنص على أن المرشد العام مصري، إلا أن مكتب الإرشاد العالمي يتكوَّن من 13 عضوًا بينهم 9 من مصر، وفقًا للائحة، فبالتبعية يكون المرشد مصريًا، وكذلك مجلس الشورى العالمي المكوَّن من 30 عضوًا أغلبيتهم مصريون، وهنا يواجه التنظيم مأزق في غياب المرشد.