جارتي التي تسكن بالطابق الأخير، والتي تعتبر أن سطح البيت ملكًا لها، فقامت بتربية الطيور من دجاج وبط ألخ.. رائحة فضلاته تصل إلينا مع استغلالها الكامل للسطح حتى أنها عملت جحورًا لتربية الأرانب. العجيب في الأمر أن حماتي تراها امرأة ناجحة، استطاعت أن توفر ثمن الدجاج بتربيته بالبيت مع الاعتماد على بواقي الطعام وبعض الدشيشة وهي ذرة مجروشة ومطحونة بعناية. لما شكوت لزوجي، اتهمني بالتقصير واعتبر أن جارتي سيدة مثالية، فهي على الأقل تربي الطيور وتطعم أطفالها طعامًا صحيًا بل نصحني بضرورة تقليدها فاه يتوق للدجاج البلدي والبيض البلدي كما ربته أمه. لا أدري ماذا أفعل.. هل أترك عملي للتفرغ لتربية الدواجن، حتى لا يحتدم الشجار بالبيت عملت بنصيحة حماتي واشتريت كتاكيت صغيرة، وبط صغير أيضًا وتصورت أن جارتي سترحب بي، لكنها طردتني واعتبرت أن السطح ملكًا لها ولدجاجها. لم أدرِ ماذا أفعل بتلك الطيور الصغيرة، سوى أن رتبت لها مكانًا بالشرفة، وسط غضب زوجي وسخرية حماتي التي لم تستطع رغم جبروتها السيطرة على جارتي وإقناعها بضرورة ترك مساحة صغيرة لطيورى البريئة. اعترف أنني كنت شريرة جدًا حين أبلغت صاحب العمارة باستغلال جارتي للسطح والذي قام بزيارة مفاجئة للسطح وهددها بالتخلص من طيورها على طريقته إن لم تتصرف وترحل بطيورها وتلزم حدود شقتها. اضطرت جارتي إلى ذبح كل الطيور دفعة واحدة ووضعها فى ثلاجتها التي لم تسع كل هذه الطيور ففرقتها على سكان العمارة بشرط ألا يفكر أحدهم في التهام طيورها المحفوظة لديهم.