داخل حجرة عمليات، وقف الطبيب يتابع عن كثب حالة السيدة المستلقية أمامه، يشرح لمساعديه على شاشة عرض صورة حية من داخل عنق الرحم.. مشهد صادم جمع أسرة «هيام» على شاشات التليفزيون، عندها لم تتمالك نفسها صائحة: «إيه قلة الأدب دى». جزء من إعلان مركز «قرة عين» لعلاج أمراض الخصوبة بالمحلة الكبرى الذى استغرق نحو 20 دقيقة لشرح خطوات الحقن المجهرى لعلاج أمراض العقم، عبر عشرات القنوات الفضائية غير المتخصصة طبياً، خلق حالة من الاحتقان بين أفراد أسرة «هيام سامى» ربة منزل، التى لم تستطع شرح الموقف برمته لأبنائها بعد أن عرض الإعلان مشاهد ل«رحم» سيدة لم يكشف عن وجهها عبر إحدى القنوات الفضائية: «يعنى إيه نشوف جزء من عملية على الهواء، هو لما يعمل كده أثبت إنه شاطر ومحترف، ولّا هى طريقة جديدة عشان نلم فلوس ونعلق الناس بأحلام ممكن ماتتحققش، دى مناظر خادشة للحياء لما تتعرض على قنوات غير متخصصة، ومش عارفين مصدر ولا صحة كلام الدكتور ده إيه، ولّا الإعلانات دى بإشراف من وزارة الصحة ولّا لأ؟». أسئلة كثيرة بدأت تتوالى مع انتشار الإعلان، بعضها تلقته القنوات بالفعل: «أنا مش غلطان، الإعلان بيوضح الطريقة الآمنة للدكتور، وهو بيسحب البويضات من المريضة، وما دام الحالة وشها ماظهرش وجسمها الخارجى متغطى.. يبقى أنا ماغلطتش فى حاجة.. واللائحة والمحاكم بيننا»، رد انفعالى برر به أحد مسئولى شركة «الشريف ميديا لاين» للإنتاج الإعلامى والإعلانى، المسئولة عن إنتاج الإعلان، موقف شركته، مؤكداً أن شركته تُخلى مسئوليتها عن أى مخالفات أثناء تصوير الإعلان. وأضاف: «إحنا اطلعنا على اللائحة الطبية.. وشركتنا ليها ترخيص وورقنا سليم». يُحول الطبيب الذى ظهر فى الإعلان وصاحب المركز المعلن عنه إلى مجلس آداب المهنة بنقابة الأطباء، عقوبة تنتظر الطبيب، حسب د. حمدى عبدالدايم، نقيب الأطباء السابق، الذى استنكر الإعلان، بل اعتبره خارج كل مواثيق مهنة الطب، فضلاً عن كونه «خادشاً للحياء» ويتسم بالدعاية المفرطة للطبيب عبر شاشات التليفزيون، لذا يجب إحالته إلى التحقيق: «مثل هذا النوع من الدعاية والإعلان ممنوع منعاً باتاً، حتى لو كان العرض والتصوير بموافقة المريضة، والعقوبة الموقعة على الطبيب تتفاوت، وقد تصل فى بعض الأحيان إلى الشطب من نقابة الأطباء ومنعه من مزاولة المهنة، بس المهم النقابة تتحرك وتعمل فيه بلاغ».