تكثف القنوات التليفزيونية الإعلانات والبرامج الطبية التى تستضيف من خلالها بعض الأطباء من جميع التخصصات وخاصة أطباء التجميل والتغذية التى تستحوذ على اهتمام الغالبية العظمى من المشاهدين.. فتنهال الاتصالات والاستفسارات بين المشاهدين والأطباء من خلال هذه البرامج عن مشكلة ما صحية ويبدأ المشاهد فى شرح الأعراض التى يعانى منها، وهو فى قرارة نفسه معتقداً أنه ربما قد وفر على نفسه مشقة الذهاب إلى الطبيب وأيضاً وفر أجرة الكشف الطبى «ثمن الروشتة». من ناحية أخرى نجد أن الطبيب يأتى إلى البرنامج سواء كان متطوعاً أو بأجر فهى على أية حال دعاية مجانية، وهو فى الحالتين «مستفيد» فيبدأ فى الرد على المشاهد بعد أن يكون قد شرح له ما يعانى منه، ويضيف له بعض أنواع من العلاجات التى ربما تزيد من تدهور حالته المرضية نظراً لأن هناك أعراضاً مرضية كثيرة تتشابه مع نفس الأعراض مع أمراض أخرى والكارثة الأكبر هى أن الاتصال على الهواء قد ينقطع بين المشاهد «المريض» والطبيب دون أن يستكمل أنه ربما يكون يعانى من بعض أمراض أخرى ويتناول لها بعض الأدوية مما يتسبب فى تدهور حالته الصحية.. هذا التواصل عبر شبكات الانترنت أو قنوات التليفزيون هى كارثة يدفع ثمنها المريض من صحته وربما حياته. ويحذر المهندس محمد سليمان- خبير تكنولوجيا الاتصالات- من أن لجوء البعض إلى تلك القنوات التليفزيونية أو إلى الإنترنت لتشخيص حالات مرضية وتناول بعض الأدوية دون الرجوع إلى الكشف الطبى الصحيح هو أمر غاية فى الخطورة.. إذا لابد أن تكون هناك علاقة مباشرة بين المريض والطبيب لفحص حالته المرضية وتشخيصها التشخيص السليم، ومعرفة تاريخه المرضى وهل يتناول بعض الأدوية الأخرى أم لا، فضلاً عن إجراء بعض الأشعات والتحاليل التى تساعد الطبيب على تشخيص الحالة المرضية بشكل صحيح ويجعل الطبيب متفهماً للوضع والتاريخ المرضى للمريض ويكون على دراية تامة بالحالة الصحية حتى يتمكن من إعطائه العلاج المناسب لحالته المرضية دون أن يشكل خطراً على حياته لأن كل مريض له ظروف خاصة. وينصح المهندس محمد سليمان المشاهدين ومتصفحى الإنترنت بعدم الانسياق وراء هذه الادعاءات والإعلانات لأنها تهدف إلى الربح فقط دون مراعاة لخطورة هذه الخدمات.. ويطالب المسئولين بمتابعة هذه القنوات ومحاولة منعها حتى لا يقع الناس تحت تأثيرها ويكونوا فريسة سهلة فى أيدى هؤلاء المستفيدين.