"كلب في لفة" مشهد غير مألوف، لم يعتده المارة إلا في حالات الأطفال الرضع اللقطاء، أما الكلاب الرضع فمن النادر جدًا أن يحظى أحدهم ب"لفة" مماثلة، لكن الظروف حكمت على عبدالرحمن الشبراوي، الشاب الجامعي، أن يخوض تجربة رعاية كلب حديث الولادة قبيل الفجر بقليل. قليلون هم من ينصتون لصوت كلب وليد، ويستطيعون التمييز أنه يبكي، عبدالرحمن فعل، كان على وشك النوم "عندي محاضرات الصبح، بدرس في قسم عمارة بكلية الهندسة، وكل يوم عندي مشاريع، ورسم، وشغل عاوز فوقان، ماصدقت النوم جه، والدنيا برد، كنت تحت البطانية بستعد أروح في عالم تاني، لكن صوت الكلب الصغير خلاني مقدرش أنام". تفكير عميق قرر الشاب في نهايته الخروج من دفء منزله، إلى الشارع البارد، بالعاشر من رمضان "أكتر من 10 دقايق أدور على الكلب وسط الشجر في النهاية لقيته، جرو لسه مولود، ومغمض عينيه، دخل بالغلط في كيس، ولما حاول يخرج الكيس لف عليه أكتر، وكان قرب يخنقه" بسرعة قطع الشاب الكيس، وترك الكلب. "كنت فاكر إني خلصت على كده، جيت ادخل لاقيته بيعمل نفس صوت العياط تاني" تخيل الشاب أن الصغير جائع، لذا حاول إطعامه دون جدوى، لذا تركه، ودخل لينام، لكن الصوت أعاده للمرة الثالثة "قربت منه، لاقيته واقف في مكانه وبيترعش من البرد، طبعا معرفتش أعمل حاجة غير إن أجيب فوطة من البيت، وألفها عليه لحد لما الكلبة الأم ترجع". مشهد مختلف جدًا، لم يكن ليصدقه أحد بعد منتصف الليل لعبدالرحمن، وهو يجلس ويضمن الجرو الصغير، في حضنه، بلفته البيضاء "مكنش شايفني، لكن كان حاسس بالأمان وأنا شايله، نام في حضني، ولما حاولت اسيبه صحي، وبكى من جديد " وقت ليس بالقصير، قضاه الشاب مع الجرو الصغير حتى استطاع أخيرًا تركه على الرصيف، من أجل أن يدخل لينام "الصبح رحت اطمئن عليه لقيت أمه فعلا جت وبتراعيه". للشاب تجربة سابقة قاسية، مع كلبه الألماني الراحل، "فكرت أخد الكلب جوه البيت، لكن مقدرش اعيد تجربة الارتباط بكلب من جديد، لان كلبي اللي عاشرته طول عمري مات من شهرين، ومش هتحمل تجربة جديدة، هراعيه هو، وكل الكلاب اللي في المنطقة من بعيد لبعيد، وهعمل كل اللي أقدر عليه عشان يكونوا في أمان".