هو موهوب بلا شك، وموهبته لا تفرق كثيراً عن موهبة المئات مثله ممن لم تتح لهم (قدرياً) فرصة النجومية التى أتيحت له وجاءته على أطباق من فضة وذهب.. وصاحبنا هذا كان (والجميع يعلم) منذ سنوات قليلة، يتلطع على أبواب المكاتب والاستوديوهات طلباً لدور صغير فى فيلم أو مسلسل، نظير مبلغ لا يتجاوز الخمسمائة جنيه.. وفجأة تحمس له أحد المنتجين الهواة وأسند إليه بطولة فيلم، وأنفق على الدعاية بسخاء شديد، فلاقى الفيلم بعض النجاح، وهنا تلقفه منتج محترف له باع طويل وأسند إليه بطولة فيلمين أو ثلاثة، وأنفق على الدعاية أيضاً بسخاء، فلاقت تلك الأفلام نجاحات جماهيرية.. وفى العام الماضى كان له مسلسل رمضانى (لظروف الحادثة التى تناولها المسلسل) لاقى هذا المسلسل نجاحاً جماهيرياً.. وهنا وقد لعبت خمر النجومية والملايين التى تتدفّق عليه، برأسه ذى الحجم الصغير، خاصة وهو منعدم، أو يكاد يكون منعدم الثقافة، ولا يحمل سوى مؤهل متوسط حصل عليه بالضالين.. المهم تعاقد صاحبنا على مسلسل جديد من إنتاج إحدى الشركات الكبرى لعام 2015.. ولأن العروض انهالت عليه من الشركات الأخرى تعاقد مع منتج آخر على مسلسل آخر لعام 2015، وأخذ من هذه الشركة عدة ملايين عربوناً ومن الأخرى عدة ملايين عربوناً والتزم الاستعباط والاستهطال، وهو يرى الشركتين تتصارعان على أحقية إحداهما لأن تتشرف بإنتاج مسلسله لعام 2015، حتى وصل صراع الشركتين إلى نقابة المهن التمثيلية التى تمنحه تصاريح لممارسة التمثيل.. وبعد أن حققت النقابة فى شكوى الشركتين أصدرت قراراً بوقف صاحبنا «النجم» عن التمثيل وعدم التصريح له بالتمثيل إلا بعد أن يحسم أمره وخلاف الشركتين عليه.. وللحقيقة أننى كنت مؤلفاً لأحد هذين العملين (قبل أن أفسخ عقدى عن هذا المسلسل)، وللحقيقة أننى كادت مرارتى وأشياء أخرى تنفجر وأنا أحتك بصاحبنا هذا من كم الغرور الهائل الذى وصل إليه، لدرجة أنه يريد أن يكون التأليف من وجهة نظره (أى يريد أن يُملى على المؤلف ما يكتبه)، ويحسب نفسه أنه «أبوالعريف» فى كل شىء.. حتى قد وصل به الغرور إلى أنه اقترح اسم النجم العالمى عمر الشريف ليقوم بأحد الأدوار المتواضعة فى المسلسل، وعندما اندهشت من اقتراحه كان رده «يا عم هو يطول، ده كفاية إنه هيمثل معايا».. المهم عندما وجدت أن طرق التفاهم عسيرة ومرهقة ومستحيلة مع صاحبنا فضّلت السلامة وإنقاذ ما بقى من مرارتى وأشيائى الأخرى التى أحمد الله أنها لم تنفجر.. وبما أننى عضو بنقابة المهن التمثيلية ولدىّ غيرة طبيعية عليها وعلى كرامتها واحترامها.. فقد قدّرت للغاية للنقابة قرارها بوقف التصاريح لهذا الممثل الذى ما اقترفه من توقيعه عقدين لمسلسلين فى نفس التوقيت، وأخذ من كلتا الشركتين «العرابين» التى بالملايين، باعتبار أن ما اقترفه بفعله ذلك جريمة قانونية ونقابية متكاملة العناصر.. إلا أننى أثناء لقاءاتى التى كانت شبه يومية مع صاحبنا هذا قد استفزنى للغاية ضربه بقرار النقابة عرض الحائط وإصراره على أنه سيمثل كما يشاء وكيف يشاء، رغماً عن النقابة واللى جابوا أهل النقابة.. وكما ذكر «هى ديتها إيه، هاجيب أربعة خمسة من أعضاء مجلس النقابة اللى عاملين فيها أسود الأيام دى وأخليهم يمثلوا معايا وهيجيبولى التصريح لغاية باب فيلتى.. وأنا داخل أصور فيلم بعد أسبوعين، والتخين فى النقابة يبقى يورينى وشه». ويا نقابة المهن التمثيلية، أعتقد أن السيد النقيب والسادة أعضاء مجلس إدارة النقابة يعلمون علم اليقين قوانين ولوائح النقابة التى اخترقها صاحبنا وضرب بها عرض الحائط.. فإذا كان ما اقترفه صاحبنا هذا عادياً وطبيعياً حسب لوائح نقابتكم، فامنحوه التصريح اللازم وفوقه تعظيم سلام دون مماطلة.. أما إذا كان ما اقترفه إساءة للمهنة ولأخلاقيات المهنة (حسب علمى بلوائح النقابة وقوانينها)، وحادثة لم يسبق حدوثها فى تاريخ النقابة وسُبة فى جبين النقابة، فسيكون مذهلاً للغاية، ومستنكراً للغاية، ومضعفاً وموهناً لنقابتكم للغاية، منح صاحبنا هذا التصريح الذى يؤكد أنه سيحصل عليه رغماً عن أنف النقابة واللى فيها.. أو حين يتمسكن ويواصل الاستعباط حتى تعطوه التصريح.. ساعتها لن تحترم أى شركة أو جهة، توقيع أعضاء النقابة أو حملة تصاريحها لأى عقود.. وساعتها ستكون خسارة النقابة فى كرامتها واحترام قوانينها ولائحتها فادحة.. وساعتها ستكون إرادة النجم (الذى هو بالتأكيد على باطل)، قد انتصرت وإرادة النقابة قد اندحرت واتفرمت تحت قدميه.. وللحديث بقية بمشيئة الله عن نوادر وغرور وجهل صاحبنا وما بدر منه من تهكم شديد على قرار النقابة بوقف تصاريحه.. وعن علاقاته التى ستجبر النقابة (كما يؤكد) على إرسال التصاريح إليه حتى باب فيلته «ديليفرى»، وكذلك عن النقابى الكبير الذى يقف خلف ظهره مستشاراً ومحركاً.. وللحديث بقية..