20 يوماً من الاختفاء، أعقبها بيان رسمي لوزارة الداخلية يفيد مقتل «علياء صلاح»، المعروفة إعلامياً باسم «سيدة بلطيم»، وبعد إلقاء القبض على المتهمين بتنفيذ جريمتي القتل وحرق الجثة، في إحدى مناطق محافظة البحيرة، لإخفاء معالمها، وإبعاد الشبهة الجنائية، يظل التساؤل: كيف قادت خطة البحث رجال المباحث لفك لغز القضية؟ تحاول «الوطن» الإجابة على التساؤل من خلال مصدر مطلع على تفاصيل التحقيقات التي أجرتها نيابة مركز البرلس، في محافظة كفر الشيخ، برئاسة المستشار أحمد قمرة، مدير النيابة، بإشراف المستشار عمر نعمان، وكيلا النائب العام، وذلك عقب تجديد حبس المتهمين «محمد ر. ع»، 38 سنة، مزارع، وشقيقته «راندا ر. ع.»، 42 سنة، يقيمان بقرية «العتارسة»، التابعة لمركز البرلس، حيث كشف المصدر عن كيفية ضبط الجناة في واقعة مقتل «سيدة بلطيم». «سيدة بلطيم» استقلت «توك توك» للذهاب للمصيف كشف المصدر، في تصريحات خاصة ل«الوطن»، عن أن المجني عليها «سيدة بلطيم» خرجت من منزلها بقرية «مرتضى»، التابعة لمركز البرلس، صباح يوم تغيبها، وأغلقت هاتفها في تمام الساعة العاشرة والثلث صباحاً، وأنها استقلت مركبة «توكتوك» لتوصيلها إلى مدينة بلطيم، ثم تركت 5 جنيهات زيادة عن الأجرة للسائق، ووفقاً للمصدر: «ركبت توكتوك وراحت مصيف بلطيم، السواق قالها الأجرة 25 أديته 30 جنيه، وذهبت إلى شقة شقيقها في المصيف»، وذلك فقاً لإدلاء سائق «التوكتوك» وسمسمار العقار بمواصفاتها. المتهمة الثانية صاحبة فكرة التخلص من الجثة في البحيرة أضاف المصدر أن المجني عليها أغلقت هاتفها، وكانت على موعد مع المتهم داخل شقة شقيقها، وهناك حدثت مشادة كلامية بينهما، فهددت المتهم بسكين فاستخلصه منها وطعنها طعنة في رقبتها فحاولت الصراخ، فقام بطعنها أخرى في صدرها، ولم يتركها إلا بعد أن تأكد من وفاتها، ثم أجرى اتصالاً بشقيقته المتهمة الثانية، ليخبرها بمقتل «علياء»، فطلبت منه الانتظار في مكان الجريمة حتى وصولها إليه، ولفت المصدر إلى أنه تم رصد دخول المتهمين إلى العمارة من خلال كاميرات المراقبة، وشهادة الشهود، مشيراً إلى أن المتهمة الثانية هي من فكرت في التخلص من جثة المجني عليها في محافظة البحيرة، لإخفاء معالم الجريمة وتضليل رجال الشرطة. نقل الجثة من بلطيم إلى وادي النطرون داخل بطانية ملاءة وكوفرتة وبطانية، تلك كانت الأدوات التي استعان بها المتهمان لإخفاء معالم الجريمة، ونقل الجثة من مصيف بلطيم إلى وادي النطرون بمحافظة البحيرة، حيث يزرع المتهم هناك أرضا زراعية، حيث أكد المصدر أنة المتهمين «قاما بلف الجثة داخل بطانية وكوفرتة وملاءة، ونزلا بها، المتهم الأول قعد عليها، حينما لمح أحد الأشخاص، وحملاها في عربيته الخاصة، وتوجها إلى وادي النطرون، علشان يحاولوا التخلص من الجثة». المتهمان يتخلصان من الجثة.. حرقوها ببنزين فكر المتهمان في كيفية التخلص من الجثة، فهداهما تفكيرهما إلى شراء بنزين بقيمة 100 جنيه، من إحدى محطات الوقود لإشعال النيران في الجثة، وهو ماشهد به «محمد ر.ع.»، صاحب محطة وقود بمركز وادي النطرون بمحافظة البحيرة، وبعدها توجها إلى الأرض الزراعية وحرقا الجثة، وأضاف المصدر: «اشتروا بنزين وحرقوا الجثة، مبقاش فاضل منها غير شوية عضم علشان يخفوا الجريمة». وأوضح أن المتهمان استوليا على المصوغات الذهبية الخاصة بالمجني عليها، عبارة عن غويشة ذهب وخاتم، وباعاها إلى محل ذهب في البحيرة مقابل مبلغ 21 ألف جنيه، كما تخلص المتهم الأول من هاتف المجني عليها عن طريق كسره، ثم استخدم خطها في أحد الهواتف الأخرى، وهو ما جعل رجال الشرطة يتوصلون إلى حقيقة الجريمة، وذلك وفق اعترافات المتهمين وتمثيلهما الجريمة كاملة، والاستماع إلى شهود العيان، وعددهم 7 أشخاص. تحريات فريق بحث جنائي تكشف حقيقة الواقعة وفي 30 يناير الماضي، تلقى اللواء أشرف صلاح، مدير أمن كفر الشيخ، إخطاراً من مركز شرطة البرلس، يفيد بورود بلاغ من «عبد ربه أ. ح.»، وكيل مدرسة، بغياب زوجته «علياء ع. ص.»، 38 سنة، ربة منزل، في ظروف غامضة، فأمر اللواء خالد محمدي، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن كفر الشيخ، بتشكيل فريق بحث جنائي، برئاسة العميد ياسر عبد الرحيم، رئيس مباحث المديرية، أشرف عليه العقيد هيثم عبد المقصود، رئيس فرع البحث الجنائي بالحامول، والمقدم محمد عماد عامر، وكيل الفرع، والرائد عمرو فتح الله، رئيس مباحث مركز شرطة البرلس، ومعاونيه محمد مروان وشريف أبو سكين، كما ضم نحو 10 ضباط آخرين، وذلك للوصول إلى حقيقة اختفاء أو اختطاف «علياء»، كما زعم أهلها. وعلى مدار أكثر من 14 يوماً، توصلت التحريات وجهود فريق البحث إلى خروج «سيدة بلطيم» بإرادتها من منزلها، متوجهةً إلى مصيف بلطيم، باستخدام مركبة «توكتوك»، وذلك لمقابلة «محمد ر. ع.»، 38 سنة، مزارع، وخلال اللقاء حدثت مشادة كلامية بينهما فهددته بالسكين، فاستخلصها منها وسدد لها طعنات نافذة أودت بحياتها، واستعان بشقيقته لإخفاء معالم الجريمة وتضليل رجال البحث، إلا انه اعترف بارتكاب الواقعة كاملة، وجرى تحرير المحضر رقم 774 لسنة 2022 إداري مركز شرطة البرلس، وأمرت النيابة بحبسهما 4 أيام والتجديد لهما.