كشف محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "هاآرتس" أمير أورن، أن رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير ووزير دفاعها موشيه ديان رفضا إبان حرب أكتوبر 1973 إصدار أوامر لقيادات الجيش الإسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية استباقية لمصر وسوريا قبيل اندلاع الحرب، إضافة إلى رفض جولدا اقتراحا مصريا من الرئيس الراحل أنور السادات بالبدء في مفاوضات سياسية في اليوم التالي للحرب. وانتقد المحلل العسكري الإسرائيلي الأداء السياسي لجولدا وديان في هذه الفترة، وحملهما المسئولية عن الهزيمة في حرب أكتوبر، موضحا أن الاثنين لم يبلغا قيادات عسكرية إسرائيلية - رئيس الأركان ومدير المخابرات الحربية وقائد سلاح - بالتحذير الذي أبلغهما به الدكتور أشرف مروان من قرب اندلاع الحرب. ولكن أورن لم يعف أيضا القيادة العسكرية من مسئوليتها عن عدم تجهيز الجيش الإسرائيلي لسيناريو حرب أكتوبر. واستند أورن في تحليله إلى وقائع ضمنها الكاتب الإسرائيلي يجآل كيبنيكس في كتابه الجديد الذي صدر في إسرائيل مؤخرا بعنوان "1973 – الطريق إلى الحرب". كما انتقد أورن رئيسة الوزراء لرفضها العرض المصري بالشروع في مفاوضات سياسية في اليوم التالي للحرب، وقال إن الرئيس الراحل أنور السادات بعد نجاح قواته المسلحة في عبور القناة ورفع العلم المصري على ضفتها الشرقية في السادس من أكتوبر أرسل لواشنطن رسالة عن طريق إيران يقترح فيها وقف الحرب والانتقال إلى عملية سياسية مع إسرائيل، لكن جولدا رفضت العرض الذي كان يمكن أن يجنب الجانبين سقوط المزيد من الضحايا من وجهة نظر المحلل الإسرائيلي. وأضاف أورن أن كثيرين من الإسرائيليين في تلك الفترة كانوا يظنون أن هناك خطة إسرائيلية معدة سلفا لتوجيه ضربة جوية استباقية لسوريا ومصر، إلا أن التطورات على أرض الواقع أثبتت عكس ذلك تماما، حيث أن الضغوط الأمريكية ردعت جولدا عن تنفيذ مخطط كهذا، رغم استعدادات سلاح الجو لذلك، واقتبس أورن من الكتاب الجديد أن جولدا استندت في هذه المسألة إلى تحذير سابق من وزير الخارجية الأمريكية آنذاك هنري كيسنجر من إقدام إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية استباقية، خشية تكرار مع حدث إبان وقوع العدوان الثلاثي في 56 واندلاع حرب يونيو 1967. ورأى أورن أن تحذير الدكتور أشرف مروان لرئيس جهاز الموساد الإسرائيلي تسفي زامير قبل 14 ساعة من وقوع الحرب، وضع جولدا أمام خيارين وهما: إما القيام بعملية سياسية بعيدة المدى وتجنب اندلاع حرب، أو إصدار تعليمات بتوجيه ضربة استباقية، لن يكون لها أي تأثير عسكري بسبب قرب موعد الحرب، لكنها كانت ستمنح السادات تفوقا سياسيا ما، يجنبه الشعور بالإهانة إذا ما تخلى عن قرار العبور.