صديقى الدكتور توفيق صدقى «صاحب مصانع منتجات غذائية» حنتيش كبير.. ولصديقى الحنتيش يا سيادة الرئيس مآسٍ مهولة مع الطعام.. فقد ظل طوال سنوات دراسته فى كلية طب الإسكندرية منذ عقود طويلة يأكل هو ودفعته والدفعات السابقة واللاحقة ساندوتشات كفتة وسجق من عربة ساندوتشات داخل الحرم الجامعى، وبعد تخرجه بسنوات اكتشف من الصحف أن عربة الساندوتشات تم القبض على صاحبها، لأنه كان يذبح القطط والكلاب ويصنع منها الكفتة والسجق للطلبة.. نعم اكتشف صديقى الحنتيش أنه ودفعته ظلوا طوال خمس سنوات يتناولون ساندوتشات لحمة قطط وكلاب، قبل أن تلقى الشرطة القبض على صاحب عربة الساندوتشات الذى ظل أكثر من خمسة عشر عاماً يقدم ساندوتشاته من لحمة القطط والكلاب للطلبة. وبعد ذلك انبرى صديقى الحنتيش الدكتور توفيق، وكان زبوناً دائماً فى مطعم «البرنس».. وكما يقول إنه أكل من عنده على مدار سنوات كثيرة أطناناً من الطعام، ليكتشف أن الشرطة قبضت على البرنس وشمّعت محلاته، وأنه كان يقدم لحوماً فاسدة غير صالحة للاستخدام الآدمى طوال سنوات طويلة. أما مشكلة صديقى الحنتيش يا سيدى فهى أنه مواطن طيب للغاية ولديه حس وطنى متقد.. فعندما -وكما يقول- ناديت يا سيادة الرئيس بالتبرع لصندوق «تحيا مصر» لبيت النداء وكنت مدخراً مبلغاً لتحديث المصنع فأخذت منه جزءاً كبيراً وتبرعت به لحملة «تحيا مصر».. وكذلك عندما أعلنت يا سيدى الرئيس عن مشروع تطوير قناة السويس أخذت معظم ما تبقى لى من مدخرات واشتريت بها سندات قنوات السويس «ليس من أجل ال12٪ فوائد، بل من أجل المساهمة فى ذلك المشروع القومى العملاق».. ونأتى للمشكلة والمأساة أنه عندما تفاقمت أزمة الوقود والبنزين كنت -والكلام على لسان صديقى الحنتيش دكتور توفيق صدقى موجهاً للرئيس السيسى- كنت يا سيدى الرئيس ومنذ سنوات أمتلك عدة سيارات 8، و6 سلندرات، فقررت بيعها واشتريت سيارة «مرسيدس» حديثة 4 سلندرات 1600 سى سى.. إلا أن الشركة أخبرتنى وأنا أتسلم السيارة أنه لا بد وحتماً استعمال بنزين 95 لسلامة الموتور.. قلت وماله ما هو ربنا فاتحها علينا وبلاش البنزين المدعم 92 أبو 285 قرشاً، ونخلينا فى البنزين 95 غير المدعم واللى ب625 قرشاً للتر.. وبالفعل كنت أمون السيارة ببنزين 95 اللى بكام يا ريس؟ ب625 قرشاً؟ واللى إيه يا ريس؟.. غير مدعم.. قوم إيه إذ فجأة والسيارة لسه ماكملتش معايا شهرين لقيت موتورها بيضعف وفجأة الموتور قفش.. قوم إيه.. روحت جرى على الوكيل.. قوم إيه.. لقيت هناك عشرات السيارات الحديثة موديل سيارتى والسيارات الأكبر، موتورها قافش، وعرفت من هناك أن السبب هو البنزين 95 الذى قامت الشركة الألمانية بأخذ عينات منه وتحليله فى المعامل الألمانية لتتضح الحقيقة جلية بنتائج التحاليل الموثقة أنه بنزين مغشوش بالماء ومواد أخرى وأنه بنزين 82 تبيعه للمستهلك الحكومة على أنه بنزين 95.. قوم إيه، أنا اذبهليت جداً قوى خالص.. يعنى الحكومة هى اللى بتغش المواطن وبتبيعله بنزين تركيز 82 على إنه بنزين 95 ب625 قرشاً للتر؟! طب إزاى..؟ طب ولما الحكومة تمارس الغش أو ترعى الغش أمال التجار يعملوا فينا إيه كمواطنين؟!! وبعدين حتى إذا كان زى ما الباشا وزير البترول صرح بأنها حالات فردية وأنه غش من أصحاب محطات الوقود.. فين بقى دور مراقبة الحكومة وقوانينها الرادعة لمكافحة هذا الغش..؟ وبعدين سيارتى اللى موتورها اتدمر هى وعشرات السيارات الأخرى بفعل البنزين 95 المغشوش وغير المدعم أبو 625 قرشاً، هتتصلح على حساب مين؟ وبعدين ذنبى إيه لما أكون مواطن صالح وأفضل آكل ساندوتشات لحم قطط وكلاب فى الجامعة خمس سنين (لغش صاحب عربة الساندوتشات وغياب الرقابة الحكومية).. وبعد كده «أفضل أحش وأحشر من عند (البرنس)، وفى الآخر لحمته تطلع فاسدة لغياب الرقابة الحكومية».. وبعد كده اكتشف أن الحكومة هى اللى بتغش البنزين 95 غير المدعم أبو 625 قرشاً، واللى بغشها لهذا البنزين دمرتلى موتور سيارتى الحديثة.. أشق هدومى وألطم وأطفش من البلد علشان تستريحوا منى يا ريس.. ولا تعاقبوا بتوع وزارة البترول العقاب الرادع.. وللعلم إذا حدث هذا فى أى بلد شبه متحضر لكان وزير البترول وقيادات وزارته والحكومة كلها استقالت وانضربوا بالبراطيش.. وفى الآخر وفى النهاية عايز حقى من وزير البترول وقيادات وزارته ومن الحكومة كلها يا ريس.. والله من وراء القصد..