أعلن عدد كبير من المعلمين المستبعدين من مسابقة ال30 ألف معلم أنهم بصدد رفع دعاوى قضائية ضد الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التربية والتعليم، بسبب عدم قبولهم فى عملية التسجيل، على الرغم من أنهم استوفوا كل الشروط المطلوبة التى سبق أن أعلنت عنها الوزارة على موقعها الإلكترونى. وفور علمه بإعلان الوزارة عن المسابقة وحاجتها لأخصائيين مساعدين بمدارس سوهاج، أسرع خالد عبدالغفار للتقدم للوظيفة التى تُعد بمثابة «حلم» بالنسبة له، حسب تعبيره، بعد ضيق العيش الذى اضطره للعمل فى «سوبر ماركت» بالقاهرة وترك أهله فى سوهاج ليتمكن من توفير نفقات أسرته المكونة من 4 أفراد. ولأنه رأى نفسه «مستوفياً لجميع الشروط»، تقدم «خالد» إلى المسابقة، إلا أنه فوجئ بالرد من القائمين على المسابقة فى عبارة واحدة: «أنت غير مقبول لعدم توافر الشروط». أما السيد حسن، فكان على رأس المتقدمين الذين أعلنوا أنهم بصدد رفع دعوى قضائية على الوزير بعد أن حاول التقديم عبر موقع الإنترنت، ومع أنه استوفى الشروط -كما يقول- فإن الموقع أكد له أنه «غير مقبول». ويحكى «حسن» قصته ل«الوطن» قائلاً: «أنا خريج جامعة المنصورة 2005 بتقدير (جيد)، وأول ما قالوا إن فيه مسابقة والتقديم فى المديريات رحت قدمت، وبعد عذاب طول النهار وسط البهدلة والزحمة أخدت إيصال، رجعوا بعدها بهدلونا تانى وقالوا مفيش تقديم مباشر، كله على الإنترنت». ولم يُثنِ ذلك «السيد» عن عزمه، فقرر تقديم أوراقه عبر الإنترنت، وحصل على رسالة تفيد أنه «تم التسجيل بنجاح». وبعد إعلان الوزارة عن أن النتائج ظهرت، ذهب «السيد» لمعرفة نتيجته فوجد الرسالة التى تسببت فى شعوره بصدمة: «نأسف، بياناتك غير مطابقة للشروط». ويضيف «السيد»: «أنا ماصدقتش الرسالة، لأن أول شرط للتقديم هو أن يكون المتقدم خريج تربية وأنا منهم، وألا يزيد السن على 35 سنة وأنا 30 سنة، والتخصص مطلوب لأنى تخصص لغة إنجليزية، وهو مطلوب فى إدارتى التعليمية، وشهادة الicdl معايا من 7 سنين». من جانبها تقول إيمان حسن: «أنا حاصلة على دبلومة تربوى وشهادة الICDL وتقديرى (جيد جداً مع مرتبة الشرف) دفعة 2008 والتخصص مطلوب فى محافظتنا، وقد تأكدت من ذلك خلال عملية تسجيل البيانات، ومع ذلك طلعت غير مطابقة للشروط، ومش عارفة أقول لهم غير حسبى الله ونعم الوكيل». فيما تقول رشا سليمان، من المنصورة، بانفعال شديد، خريجة كلية تربية قسم إنجليزى دفعة 2003 بتقدير جيد وحاصلة على شهادة الICDL: «مش عارفين ناخد حقنا فى بلدنا»، موضحة أنها بحثت قبل أن تتقدم عن تخصصها هل هو مطلوب أم لا، وبالفعل وجدت أن المحافظة تحتاج لتخصصها، وقدمت أوراقها بناء على ذلك، ولكن النتيجة التى حصلت عليها كانت «غير مستوفية للشروط»، مؤكدة أنها «لن تصمت أمام ما حدث» وأنها ستنتظر فتح باب التظلمات حتى تتقدم بشكوى رسمية. وفى المقابل، قررت الوزارة فتح باب التظلمات للمستبعدين من المسابقة. وقال محمد سعد، المشرف على قطاع التعليم العام، إن «الذين من حقهم تقديم التظلمات هم الحاصلون على المؤهلات التربوية فقط، ولم يتمكنوا من كتابة المؤهل الخاص بهم بسبب خطأ ما»، منوهاً إلى أن تقديم التظلمات سيستمر لمدة 5 أيام، على أن يتم إخطار المتقدمين بمدى استيفائهم للشروط لاحقاً. ورداً على شكاوى المتقدمين من استبعادهم من المسابقة على الرغم من حصولهم على مؤهل تربوى، قال «سعد» إن «الوزارة تلقت عدة شكاوى من المتقدمين، لذلك قرر الوزير فتح باب التظلمات لهم اليوم».