دلجا تبكي «جميل» بعد وافته وابنته وحفيدتيه في حادث ميكروباص الدائري الأوسطي

لم يترك الحزن قرية واحدة في «دلجا»، إلا واقتحمها كالفزع الأكبر، فالجميع بكي عائلة الرجل الطيب الخلوق «جميل»، الذي راح هو وابنته وحفيدتيه ضحايا حادث الطريق الدائري الأوسطي، في الوقت الذي كان فيه الرجل عائدا من مزرعة بوادي النطرون والفرحة تملئ قلبه لحضور حفل زفاف ابنه الأكبر «نادي».
مسيرات جنائزية
مشهد لايتكرر كثيرا في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس، أقصي جنوب محافظة المنيا، حيث ظهرت النساء بالشوارع في مجموعات ويقصدن منزل «جميل صدقي شفيق»، 55 عاما، فلاح يعمل بالأجر في مزارع متاخمة للطريق الصحراوي «مصر- إسكندرية»، وتحديدا بمنطقة وادي النطرون، حيث لفط أنفاسة الأخيرة في الحادث المشؤوم أثناء عودته إلى مسقط رأسه بالمنيا لحضور حفل زفاف ابنه، وكان الأب برفقته ابنته نادية جميل صدقي، 30 عاما، وابنتيها مهارائيل 7 سنوات بالصف الأول الإبتدائي، ويوستينا 4 سنوات بالحضانة، لفظن أنفاسهن الأخيره مع الجد في نفس الحادث.
سرادق العزاء
وفي الوقت الذي أقامت فيه أسرة «جميل»، عزاءا له أمام منزله، بحري قرية دلجا، كان عزاء ابنته وحفيديتيه مقاما بشارع مجاور، أمام منزل زوجها هاني يوسف عزيز، وهو يعمل أيضا بنفس مزارع الطريق الصحراوي، لكنه لم يرافق الأسرة في رحلة العودة لاتبارطه بأعمال وكان مقررا له العودة قبل يوم من حفل زفاف شقيق زوجته.
وقال نادي يوسف عزيز، ابن عم زوج نادية، إن جميع الأهالي يعيشون حالة من الصدمة خاصة عائلة «جميل»، حيث أنه وابنته وحفيدتيه متغيبون عن القرية منذ عام ونصف لانشغالهم بالعمل في المزارع، وأجبرهم حفل زفاف «نادي جميل»، على العودة لحضور فرح الزفاف الذي تحول إلى مآتم قبل انعقاده يوم الأحد المقبل حيث كان مقررا أن يقام إكليلا لشقيق نادية التي توفيت في الحادث مع والدها وهو أيضا خال الضحيتين مهارائيل ويوستينا.
وأضاف أن خبر وفاة الأربعة نزل على الجميع كالصاعقة، لافتا إلى أن شقيق زوج نادية كان يستقل سيارة أخرى تسير أمام السيارة المكنوبة في الحادث، وعندما سمع بوقوع الحادث المروع عاد مرة أخرى ثم أبلغنا بالحادث، حيث تم نقل الجثث إلى المستشفي، ثم ذهب أفراد العائلة والجيران إلى القاهرة في رحلة استغرقت نحو 5 ساعات متصلة قاصدين المستشفيات للبحث عن ضحايا الحادث، حيث تبين نقل ضحايا الحادث لأكثر من مستشفى.