جرى إيه يا عزيزى القارئ؟ كيف لا تصدقنى؟ وهل كذبتك الحديث من قبل؟ هذه هى حقيقة ما حدث كما أقص عليك، قلت لك سابقاً إنه أثناء جلوسى أمام التلفاز سمعت طرقاً خفيفاً على شباك الغرفة بمنزلى بالدور التاسع، وعندما التفت لأرى ما هذا الطرق وجدت سوبرمان بلحمه وشحمه (تخن سوبرمان عن زمان شوية)، دَعَك من الاندهاش والشهيق والزفير وخلافه المهم أنى فتحت له الشباك ودخل ودار حوارنا كالآتى: أنا: منور يا سوبرمان، دى خطوة عزيزة، أؤمر، أى خدمة؟ هو: الأمر لله، ده نورك يا كبير، ممكن شوية ميه بس يكونوا ساقعين إحياة أبوك. أنا: طبعاً طبعاً، يبدو إنك عطشان من طول المسافة، مش إنت برضه أمريكانى ولسه جاى من أمريكا؟ هو: أمريكا مين يا والدى، أنا هنا من جنبكم فى أول فيصل، وأصلاً من كفر الشيخ. أنا: يا الله، سوبرمان مصرى، طب ده كلام، ولم تركتنا كل هذه الفترة فى هذا المرار؟ كيف لم تعرف الحقائق والأحداث والمؤامرات؟ وكيف لا تحل مشاكلنا وتحمينا؟ وكيف.. ؟ هو (مقاطعاً): حيلك حيلك يا عمنا، أعمل كل ده إمتى، أنا يا أبويا موظف تحصيل بشركة الكهرباء، وشغال يا سيدى فى «ناهيا» علشان لو اتذاكيت وقلت لى أنجز شغلى بسرعة، طبعاً عارف ناهيا الناس فوق بعضها، وباخلص شغل على الساعة 6، أنزل أشوف حال البلد ولا أروح آكل لى لقمة وأريح شوية؟ أنا: لا، حقك طبعاً. هو: طب يا سيدى مرتبى 800 جنيه، يعملوا لى حاجة أنا ومراتى والعيلين؟ أنا: لا طبعاً، ولا يأكلوك انت أصلاً. هو: خلصت كده يا عم الحاج، باضطر أشتغل على تاكسى لغاية الساعة 12 وساعات 1 الصبح، أروح أريح الجتة علشان شغل تانى يوم ولاَّ أطير وأراعى البلد؟ أنا: يا عزيزى انت بعد ما قصصته كده كده سوبرمان.. حتى وإن لم تكن تطير.