«اللهم أحمدك وأشكر فضلك أنك عرفتنى بالإسلام قبل أن أعرف المسلمين».. عبارة شهيرة لمستشرق ألمانى أعلن إسلامه. من الخطأ، الظن بأن المواطنين الغربيين، يعرفون الإسلام، من مراجعه كالمستشرق الألمانى.. فالأمر لا يعنيهم. ومشغولون بأمورهم المعيشية.. لكنهم يضطرون إلى الالتفات للإسلام، فى الأحداث الكبرى.. مثل ضرب برجى التجارة أو تفجير بلد هنا أو هناك أو عمليات اختطاف رهائن.. فى هذه الأحداث.. يرون إسلاميين يتصدرون المشهد وقد شهروا أسلحتهم واتشحوا بالسواد، ملثمين بأقنعة كتب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهم يعلنون بفخر مسئوليتهم عن مصائبهم.. أو وهم يقدمون تسجيلاً لمن قام بالعملية وهو يهدد ويتوعد ويسأل ربه الجنة ثواباً على ما سيسفكه من دماء الأبرياء الذين لا يعرفهم ولا يعرفونه.. أو يرون تسجيلات لأناس من نفس النمط المقنع المتشح بالسواد وهم يذبحون رهائنهم، مقدمين للعالم صورة بشعة للإرهاب.. تستفز الغثيان والعداء بسبب الفعل.. وليس للدين.. وقد سبق لشعوب هذه البلاد أن ناصبت العداء من قام بنفس الفعل من المسيحيين، كمنظمات بادر مينهوف وكلوكس كلان، والباسك، والألوية الحمراء، والجيش السرى الأيرلندى.. ومع تكرار المشهد، ينسحب العداء من شخوص المقنعين ليطول الإسلام ككل. ومن الصور الشائعة التى يصر الإسلاميون على تقديمها للعالم.. صور الميليشيات التى تتشح بنفس السواد، وأقنعة لا إله إلا الله، وهى تهرول فى كتائب تحمل السلاح.. القاعدة، وحماس، وحزب الله، والحرس الإيرانى.. حتى الإخوان المسلمين فى مصر، خرجوا على العالم بصورة هذه الميليشيات السوداء المقنعة من قلب الأزهر، عاصمة فكر الإسلام.. مع أن هذه الكتائب لطلبة دين، وليسوا محاربين.. ومعروفون بالاسم فى صفوفهم الدراسية ولا حاجة لهم بالأقنعة.. لكنهم يفضلون تعريف الآخرين بهم بهذه الصورة التى أضرت بالإسلام. وإذا نظرنا إلى شعار جماعة الإخوان، وهم الأعلى صوتا فى جموع المسلمين، والتى تتغلغل فروعها فى 72 دولة أوروبية وإسلامية.. نجد أن شعارهم.. يحمل دلالتين فقط: القرآن.. وسيفين.. وهو بالغ الدلالة فى ربطه بين: جماعة الإخوان.. وعقيدة الإسلام.. والنزعة القتالية.. من يتلقى الشعار.. خصوصا مواطنى الغرب الذين لا يعرفون الإسلام.. سيرى فى المصحف فوق السيوف، رسالة مفتوحة من جماعة الإخوان للعالم، تخيرهم فيها بين الإسلام أو القتال.. وفى أدبيات المتشددين والجماعات الجهادية ما زالوا يتحدثون عن فرضية الغزو فى سبيل الله.. فلا عجب إذن، إذا ربط الغرب بين الإسلام والعنف، وعزا انتشاره إلى الإرهاب وحد السيف. المواطن الغربى لا يعرف من شيوخ الإسلام إلا الذين فرضوا أنفسهم على الإعلام، كالشيخ عمر عبدالرحمن، الشيخ عبدالله عزام، والشيخ أسامة بن لادن، ود. أيمن الظواهرى، والملا عمر ومفجرى برج التجارة، وكل من خرج على العالم ملثماً يعلن نفسه أميراً لتنظيم فرع من القاعدة.. وكلهم محسوبون على الإرهاب.. يتبنون إسلاماً صدامياً يعادى كل من خالفه الدين. فإذا بادلهم المواطن الغربى العداء بالعداء، فالحق كله علينا.. ولا بد للمسلمين أن يراجعوا شعاراتهم وصورهم التى يقدمونها للآخرين، قبل أن يطالبوا الآخرين بمراجعة موقفهم من الإسلام..