قضية أخرى شائكة تحاصر الرئيس السوري، بشار الأسد، في أيامه الأخيرة، وقد تؤدي إلى تقسيم البلاد من بعده حيث كشفت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية أن الأكراد في سوريا يهيئون أنفسهم بهدوء من أجل الحكم الذاتي لمناطقهم في شمال شرق البلاد في مرحلة ما بعد الأسد. وقالت الصحيفة، إن الأكراد يعدون لمستقبل ما بعد الأسد بهدوء وذلك بفتح مراكز للشرطة خاصة بهم، ومحاكم ومجالس محلية والتي يأملون أن تشكل الأساسات لمنطقة حكم ذاتي. ونقلت الصحيفة عن ريزان تركماني، شاب كردي صغير يحمل الكلاشينكوف في إحدى البلدات الكردية، قوله: "إنها حالة طوارئ لذا يجب علينا التحرك بسرعة". وأوضح: "نحن نعمل من أجل الحكم الذاتي وإدارة أنفسنا بأنفسنا.. يجب أن نستعد عندما يسقط النظام". ويعد الأكراد، الذين يمثلون ما يقرب من 10% من مجموع السكان، الجماعة الوحيدة التي لها تاريخ في المعارضة المنظمة ضد الرئيس الأسد. ولكن عندما شهدت العديد من المدن احتجاجات ضد الحكومة خلال انتفاضة 18 شهر امتنع الأكراد عن الانضمام إلى المعارضة المسلحة وأبرزها الجيش السوري الحر المعارض الذي يحارب ضد الجيش النظامي للأسد. وفي تصريحات للوطن، علق عزيز عثمان، رئيس العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني الكردي على التقرير بأنه "عندما انسحبت السلطات في سوريا من مقارها وخاصة الأمنية منها بدأ التنسيق مع السكان والأحزاب الكردية بشغل بعض الأماكن التي تركتها السلطة فارغة ليبدأوا نوعًا من تنظيم الحياة في مناطقهم". ونفى عثمان، سعي الأكراد للاستقلال عن الدول السورية قائلاً: "نحن جزء من الدولة السورية، ونرفض التجزئة، لكن بحقوق كاملة للشعب الكردي لأن من مصلحته العيش في ظل سوريا". مؤكداً أن هذا يعد البرنامج السياسي لجميع الأحزاب الكردية. وأوضح:"أن الشعب الكردي واعي لا يعيش في الخيال فوضع الأكردا في سوريا أسوأ بكثير من أوضاعهم في كل من العراق وإيران وتركيا فقد عانوا الاضطهاد لفترات طويلة". ورداً على سؤال حول الظروف المتاحة بعد سقوط الأسد لاستقلال الأكراد، قال: "يمكن أن نطالب بأن يكون لنا نوع من الاستقلال الذاتي لكن دون الانفصال عن سوريا وأن يشارك الأكراد في حكم المنطقة الكردية".