حينما أفكر فى العوامل والأسباب التى دفعت المصريين إلى الوثوق فى شخص الرئيس عبدالفتاح السيسى، والإعجاب به، والالتفاف حوله، والتوافق مع قراراته مهما كانت طبيعتها من حيث الشدة أو الرخوة، فلن أجد عاملاً أو سبباً أوقع من التزامه الأخلاقى، وتملك صفة الحياء فيه، وتوهّج الجانب الإنسانى عنده، وهذا ما بدا واضحاً فيه منذ أن كان وزيراً للدفاع، ومن ثم فى أثناء ترشّحه لمنصب الرئاسة، ومن بعد ذلك حينما أصبح رئيساً لكل المصريين بإرادة شعبية جارفة، فاقت كل التوقعات، وتجاوزت كل الحسابات. ولا يوجد دليل على ثقة المصريين فى رئيسهم، والمرتبط بالتزامه الأخلاقى والإنسانى أكثر من حرصهم على تدعيم مشروع القرن (قناة السويس الجديدة) بما يتجاوز المبلغ المطلوب بعدة مليارات، فى أسبوع واحد، وهو ما أبهر العالم كله. وهنا يطرح السؤال نفسه.. إذا كان لدينا رئيس بهذه الصفات الأخلاقية الملتزمة والأدب الإنسانى الفطرى الجم، فلماذا لم تنعكس هذه السمات على كثير من أبناء الشعب المصرى الأصيل، الذى بدت عليه منذ سنوات قليلة وتحديداً من بعد ثورة يناير 2011 علامات العصبية، والانفلات الأخلاقى، والعداء المبالغ، ويكفى ما نراه مكتوباً على حوائطنا فى الشوارع والميادين، من شتم وسباب ولعن، حتى باتت أزماتنا المعايشة الآن هى أزمات أخلاقية بامتياز، فمتى نفيق ونعود إلى أخلاقياتنا الأصيلة التى تجرى فى عروقنا ودمائنا منذ أن كانت مصر وإلى ما شاء الله.. أفيقوا يرحمكم الله وعودوا إلى أصولكم العريقة.