قال الدكتور عبدالحى عزب، رئيس جامعة الأزهر الجديد، فى أول حوار له عقب توليه منصبه، إن مسئولى الجامعة والأزهر لا «يتوعدهم» أحد بالعنف، مشدداً على أن «كل من يخون الأزهر ويخرج على مفاهيمه الصحيحة، فلا حق له عندنا». وأضاف «عزب» ل«الوطن أنه سيطبق القانون بكل حزم وحسم على من يمارس السياسة داخل الجامعة، سواء كان طالباً أو أستاذاً، موضحاً أنه لا يمانع فى استئناف النشاط الطلابى مع بداية العام الجديد، بشرط أن يكون «بعيداً عن السياسة».. وإلى نص الحوار: ■ ما أهم الملفات التى ستبدأ بها عملك كرئيس لجامعة الأزهر؟ - أهم ملف فى أى مؤسسة تعليمية هو انضباط الدراسة فيها، وسيكون لهذا الملف الأولوية المطلقة منذ اليوم الأول لنا بالجامعة، حيث سنبحث سبل توفير كل ما يلزم لانتظام الدراسة، خاصة أنها على الأبواب. ■ وما خططكم لضبط العملية التعليمية بالجامعة مع بداية العام الدراسى الجديد؟ - فى تقديرنا أن العملية التعليمية تنضبط بعنصرين واضحين، وآخر خفى، الأول هو الأستاذ، والثانى هو الطالب، أما العنصر الخفى فهو الإخلاص، فإذا ما كان الطالب جاداً فى دراسته ولا يحكمه أى انتماء لغير وطنه ودينه وربه وأزهره الشريف، وكانت نيته خالصة من منطلق حرصه على مكانه وعلى كليته وعلى أستاذه، فإنه بهذا يكون قد شارك فى انتظام المنظومة التعليمية، وكذلك الأمر بالنسبة للأستاذ، فإذا كان جاداً حريصاً على القيام بعمله بكل صدق مع النفس ومع الله والمجتمع ووطنه وأزهره، منطلقاً من رسالة الأزهر فى البناء والإصلاح، سيكون مساهماً فعالاً فى انضباط العملية التعليمية، فنحن جميعاً فى حقل التعليم والتعلم نعمل فى بناء العقول، وهذا أمر ليس أمراً سهلاً، بل هو يستنزف كل الجهد، لأن «بناء المعانى أصعب من إقامة المبانى». ■ وكيف ستعملون على تنفيذ خططكم لإعادة الانضباط إلى الجامعة؟ - من خلال عدة أمور، على رأسها التشديد على أهمية صدق الأستاذ فى العملية التعليمية وإخلاصه لأزهره ورسالته، فضلاً عن صدق الطالب وإخلاصه أيضاً، وأن نصطف جميعاً، نحن المصريين، حول الرئيس عبدالفتاح السيسى لكى نعمل جميعاً صفاً واحداً، كما نلتف حول أمامنا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر. وأعتقد أنه إذا ما حرص الطالب والأستاذ على ذلك وعملا به معاً، ووعوا طبيعة انتمائهم للأزهر، ستنضبط العملية التعليمية. ■ وما رأيكم فيمن يخالف ذلك ويتوعد بتنفيذ أعمال عنف وشغب خلال العام الدراسى المقبل؟ - نحن لا يتوعدنا أحد، والأزهر بابه مفتوح لكل من كان حريصاً على التعليم والتعلم، ولكن كل من يخون الأزهر ويخرج عن مفاهيمه الصحيحة فلا حق له عندنا، فبيوت العلم للتعلم وتلقى المعارف وبناء المهارات وغرس الوجدانيات التى تنمى الانتماء للدين وللوطن وللأزهر، وليست للشغب أو العنف. ■ وكيف ستواجهون أعمال العنف إذا ما اندلعت بالفعل؟ - سنواجهها عبر تطبيق القانون بكل حزم وصدق، وبلا تهاون أبدا مع من يعمل على تخريب العملية التعليمية، ومعلوم أنه لن يخشى تطبيق القانون إلا من يبيت النية للتخريب، فتطبيق القانون سيعطى لكل ذى حق حقه، وهناك قوانين كثيرة ومتنوعة وعقوبات لردع أى مشاغب، ومن يشكك فى القوانين والعقوبات فهو المخالف. ■ البعض يدعى أن الجامعة تُفرط فى استخدام العقوبات والقوانين ضد الطلاب.. فما قولكم؟ - أعاهد الله أن يكون تطبيق القوانين دون أى تعسف أو ميل أو جور أو سير وراء نفس أو هوى، وإنما من أجل إحقاق الحق وضبط موازين العدالة، ولا يخاف من القانون إلا من يخالفه، كما أسلفت. ■ هل ستسمحون بالأنشطة الطلابية فى العام الجديد؟ - سنسمح بالأنشطة المعتدلة التى لا علاقة لها بسياسة أو انتماء لغير الأزهر أو أفكار تخريبية. أما ما يُبث تحت هذا المسمى من أفكار متطرفة وتخريبية، فكلا وألف كلا، ولن نسمح بها أبداً، فالأنشطة طلابية متنوعة وليس فيها ما نراه من تخريب وعنف وسياسة، فمنذ قيام ثورة 25 يناير هجر الكثير من الطلاب الأنشطة وانشغلوا بالسياسة، ولكن لا بد أن تعود الأمور إلى سابق عهدها، فينشغل الطالب بدروسه والأستاذ بواجباته لكى نرتقى بالبلاد، ولا بد أن يتجه الجميع إلى البناء لينتفع العباد والبلاد.