أحمد زارع: الجامعة مهمة للإخوان بسبب وضعها العالمي ودور الطيب المؤثر

اشتباكات يومية فى جامعة الأزهر بين طلاب جماعة الإخوان المسلمين والأمن لا تنتهى إلا بمصابين أو قتلى أو إحراق سيارات أو تحطيم مبان إدارية. نيران تشتعل داخل الأزهر، بينما تحاول إدارة الجامعة احتواءها بجميع الطرق التى تبدو أمنية بالدرجة الأولى. يجزم المسؤولون عن الجامعة العريقة بأن خطتهم فى احتواء الأزمة ستنجح، بينما يبدو الواقع أقل تفاؤلا. فى السطور المقبلة، يشرح المتحدث باسم جامعة الأزهر الدكتور أحمد زارع توضيح أسباب الأزمة وخطة الأزهر لمواجهتها:
■ تشهد الجامعات المصرية العديد من مظاهرات طلاب الإخوان المسلمين، لكن لماذا تتزايد حدة تلك المظاهرات ووتيرة العنف والاشتباكات فى جامعة الأزهر؟
- المظاهرات تحدث فى كل الجامعات، ولا يجوز أن نضع جامعة الأزهر بمنأى عن المناخ الذى تعيشه مصر وجامعاتها حاليا. جامعة الأزهر أيضا مهمة لكل الأطراف، لأنها جامعة عالمية ويدرس بها 500 ألف طالب، ويأتى إليها طلاب وافدون من 120 دولة، يضاف إلى ذلك وجود الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على رأس الأزهر جامعا وجامعة، ودوره المؤثر فى أحداث 30 يونيو التى يعتبرها طلاب الإخوان انقلابا وفقا لموقفهم السياسى.
■ لماذا نجح الإخوان فى التواجد فى جامعة الأزهر بشكل أكثر وضوحا من الجامعات المصرية الأخرى؟
- أولاً: طلاب الإخوان يمثلون 2% فقط من طلاب الأزهر، ومظاهراتهم الآن أقل بكثير من التيرم الأول، لأن كثيرا من الطلاب ابتعدوا عنهم وتركوهم، بعد أن لاحظوا وجود دخلاء يظهرون خلال المظاهرات ويمارسون أعمال تخريب فى الجامعة. ثانياً: جامعة الأزهر جزء من المجتمع الذى نعيش فيه وتتأثر بكل المتغيرات سواء سياسية أو اجتماعية، وبالتالى عندما فاز الإخوان فى الانتخابات الرئاسية والنيابية واتحادات الطلاب فى أكثر من جامعة، تكرر ذلك فى جامعة الأزهر، وفازوا بانتخابات اتحاد الطلاب، ولا أحد ينكر ذلك.
■ قررت إدارة جامعة الأزهر وقف جميع الأنشطة الطلابية وحل اتحادات الطلاب.. فهل ترى الجامعة أن وقف الأنشطة الطلابية هو الحل؟
- الجامعة أصدرت قرار وقف اتحاد الطلاب، لأنه من المفترض أن تكون مهمته خدمة الطلاب والدفاع عن مصالحهم، لكنه تحول من منظمة طلابية إلى مجلس سياسى يستخدم لتحقيق أهداف تيار سياسى بعينه. هذا المجلس دعا الطلاب إلى التظاهر من أجل أسباب سياسية، رغم أن الجامعة مكان للتعليم فقط وليست للسياسة. لذا فالجامعة حلت الاتحاد، وتركت الأسر الطلابية تقوم بأنشطتها الطلابية الخدمية.
■ متى ستعلن جامعة الأزهر عن انتخابات جديدة لاتحادات الطلاب؟
- لكل حادث حديث، فالجامعة الآن مشغولة جدا بمشكلة المظاهرات وأعمال التخريب التى تحدث.
■ ما خطة جامعة الأزهر لاحتواء المظاهرات وأعمال العنف التى تشهدها؟
- من الناحية الأمنية وقَّعت الجامعة اتفاقا مع وزارة الداخلية يسمح للشرطة بدخول الحرم الجامعى فى حالة حدوث أى أعمال عنف أو تخريب، ودخولهم يضمن استقرار وانضباط الجامعة، وهو ما حدث خلال الامتحانات، حيث مرت تلك الفترة دون مشاكل، بعد السماح للشرطة بالتواجد فى الحرم الجامعى. لدينا الآن أيضا كاميرات لمراقبة الحرم الجامعى والمدينة الجامعية، نستطيع من خلالها التعرف على وجوه المشاركين فى أعمال العنف.
وتتخذ الجامعة أيضا مجموعة من القرارات الرادعة بحق المشاغبين، حيث تتم إحالتهم لمجالس تأديب تتخذ فى حقهم القرارات المناسبة وفقا للقانون. وأخيرا: نحن نسعى لتطبيق ما نصحنا به رئيس الجامعة الدكتور أسامة العبد الذى دعا أعضاء جميع هيئات التدريس إلى فتح مكاتبهم لأى طالب لديه مشكلة تتعلق بالعملية التعليمية، لكن للأسف مطالب المظاهرات التى يرفعها طلاب الإخوان فى الأزهر كلها مطالب سياسية لا تملك الجامعة أن تتدخل لتحقيقها، إذ كيف ستعيد الجامعة ما يسمونه الشرعية؟!
■ ما نتائج القرارات الرادعة التى تتحدث عنها حتى الآن؟
- إدارة الجامعة أمرت بتحويل العديد من الطلاب لمجالس التأديب، وفصلت بشكل نهائى 52 طالبا، وأوقفت 13 أستاذا ثلاثة منهم إيقافا عن العمل وتحويلهم لمجلس تأديب، و10 أساتذة إيقافا عن العمل لمدة 3 أشهر، بالإضافة إلى إقالة عميد كلية الطب نهائيا. ورغم أن رئيس الجمهورية أصدر قرارا يفوض رؤساء الجامعات بفصل الطلاب الذين يمارسون العنف دون الرجوع لمجالس التأديب، لكن الجامعة لم تستخدم هذا التفويض.
■ لكن هناك انتقادات لإدارة الجامعة، لأنها سمحت بدخول قوات الشرطة إلى الحرم الجامعى.
- جامعة الأزهر لم تتخذ هذا القرار إلا عندما حاول طلاب الإخوان اقتحام المقر الإدارى للجامعة الذى يعمل فيه خمسة آلاف موظف، وهو ما هدد الكثير من الأرواح، بالإضافة إلى تكسير السور الفاصل بين المدينة الجامعية وكلية الزراعة، وأخيرا: إحراق سيارة رئيس الجامعة و13 سيارة لأعضاء هيئات التدريس والموظفين.
■ اقترح الدكتور حسين عويضة، رئيس نادى أعضاء هيئات تدريس جامعة الأزهر، إغلاق المدينة الجامعية للسيطرة على أعمال العنف.. هل من الممكن أن تتخذ الجامعة هذا القرار؟
- جامعة الأزهر تضم 23 مدينة جامعية منتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية، ويسكنها 30 ألف طالب وطالبة، وفى القاهرة وحدها يسكن المدن الجامعية 11 ألفا و7500 طالب وطالبة. أين يذهب هؤلاء الطلاب المجتهدون من كل محافظات الجمهورية إذا أغلقت المدينة الجامعية. هذا اقتراح غير صائب، ويؤدى إلى توقف الدراسة فى الأزهر، وهو ما يريده من يمارسون أعمال التخريب.