على سيارة نصف نقل يطوف مستخدماً مكبر الصوت، يعلن عن استعداده لذبح الأضاحى وسلخها وبيع الجلود، الطريقة التقليدية التى عرفها المواطنون عن جزارى العيد، لكن تطور أساليب الدعاية لم يمنع شعبة الجزارين من استخدام مواقع التواصل لزيادة الدخل وصناعة علامة تجارية بين أوساط تجار العجول، عن طريق فيديو يعرض طريقة الجزار فى ذبح أضحيته تحت شعار «الرزق يحب الخفية». على أنغام الموسيقى التصويرية يطل «سيد» فى كامل حُلته، مرتدياً الجلباب الأبيض يحمل عدته كاملة، دقائق ويهوى بساطوره على عنق الأضحية ومن ثم يستأنف بقية مراحل الذبح من السلخ والتقطيع، جزء من مقطع فيديو لا يتجاوز 5 دقائق قدمه سيد الضبع (41 عاماً)، صاحب أحد محال الجزارة فى شبرا الخيمة، عبر موقع «يوتيوب» بهدف زيادة الدخل لكن بالطريقة التى تتماشى مع العصر وبأقل مجهود «دلوقتى بعرض شغلى قدام الناس والتجارة عرض وطلب، أنا عرضت وتليفونى بيستقبل الطلبات.. والزمن ده ما بقاش الجزار يلف ويدور وفى الآخر ما يحصلش تمن يومه، أنا أقعد والرزق بييجى لحد عندى». الجزار الأربعينى الذى ورث المهنة أباً عن جد، تحولت سنواته الأربع الأخيرة منذ أن اعتمد على صفحته الشخصية على «يوتيوب» إلى أشهر جزار فى منطقة الزمالك ومدينة نصر وغيرهما من الأماكن الراقية «رغم إن محلى فى شبرا الخيمة لكن أنا يوم الوقفة آخر يوم ليا فى المحل وبعد كده بيطلبونى بالاسم»، الشهرة التى حظى بها «الضبع» خلال مقاطع الفيديو التى وصل عدد مشاهديها إلى 10 آلاف متابع، جانب إيجابى آخر اكتسبه الضبع من حملة الدعاية على اليوتيوب، وهو اختصار الوقت الضائع الذى كان يقضيه قبل أن يطلبه الزبائن «إحنا 50 جزار كل عيد كنا بنخلص بالليل على الساعة 6 أو 7 دلوقتى بنتوزع على مناطق مختلفة ونروح أقصى حاجة العصر ونعيد مع عيالنا.