قال الكاتب الصحفي محمود مسلم، مدير تحرير جريدة "الوطن"، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي محظوظ لأن ورائه شعب متلاحم ومتماسك وإعلام يسانده بقوة بالإضافة لدعم خليجي سياسي واقتصادي غير مسبوق. وأوضح مسلم، خلال استضافته ببرنامج "الحياة الآن"، على قناة "الحياة2"، أنه لا يوجد أحدًا في الوقت الحالي يراقب الحكومة، وبالتالي لا يوجد ما يعطل برنامج السيسي، منوهًا بأن الأحداث الإقليمية تخدم السيسي وخصوصًا فخ "غزة" أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع وأزمة "داعش"، مشددًا على أن هاتين الأزمتين جاءوا في صف السيسي لأن أمريكا والغرب تحركا للسيطرة على خطر داعش، متابعًا: "السيسي انفتح على العالم بدرجة كبيرة جدًا". وأشار الكاتب الصحفي، إلى أن البرلمان المقبل سيبدأ إجراءاته الحقيقية في شهر ديسمبر وسينتهي في شهر مارس من العام المقبل، مشددًا على أن البرلمان لن يكون به نصيبًا للإخوان، لافتًا إلى أن الجميع يريد أن يكون البرلمان في مقاومة الفساد وسن التشريعات التي تحقق التنمية للبلاد حتى يكون البرلمان مكمل لمؤسسات الدولة المصرية، موضحًا أن البرلمان سيكون له سلطات واسعة بمقدورها فعل أي شيء حتى بمقدوره عزل الرئيس، مطالبًا باختيار البرلمان الذي يحقق الأهداف التي يريدها الشعب المصري في التنمية وألا يكون برلمانًا هزليًا كالبرلمان السابق. وأضاف مدير تحرير "الوطن"، أن البرلمان المقبل سيساعد الدولة في مواجهة الفساد واستعادة مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن من لا يدرك أن مصر في حالة حرب إما "ساذج" أو "متآمر". وأوضح أن الإخوان لن يكون لهم نصيب في البرلمان، لأن عليهم تار في كل قرية من قرى مصر، بسبب جنازات شهداء الجيش والشرطة، لافتًا إلى أن الهتاف في القرى المصرية ضد الإخوان، مشددًا على أن الشعب يريد برلمانًا قوي وواعي ومدرك للأمور ولا يتحدث في قضايا "تافهة"، منوهًا بأن حزب النور سيأتي في مرتبة متأخرة في البرلمان، قائلًا: "البرلمان فرصة لكي نخرج كفاءات سياسية وكوادر". وقال الكاتب الصحفي، إن أفضل ما حدث بعد 30 يونيو هو وعي الشعب المصري والرهان عليه، مشيرًا إلى أن الناس في الداخل المصري والخارج تطلعوا إلى السيسي أثناء خطابه في الأممالمتحدة على أنه معبر عن الإرادة الشعبية المصرية، موضحًا أن التفاف الناس حول السيسي بهذه القوة جعلته يتحدث بقوة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف أن بعض الاشخاص الذين يتحدثون عن المصالحة مع الإخوان يكونوا من جمهور قريب منها، موضحًا أن أفكارهم لا تلقى صدى من الناس نهائيًا. وبسؤاله عن الأحداث في تونس، أشار مسلم إلى أن المعارضة التونسية تقوم بدور قوي بعد استيعاب الظروف التي حدثت في مصر، موضحًا أن التوافق على الدستور التونسي حدث بعد استيعاب المعارضة ما حدث في مصر في عهد الإخوان. وواصل الكاتب الصحفي حديثه، لافتًا إلى أن هناك إشكالية كبيرة في الإعلام وخصوصًا عندما يتم الحديث عن أمور مثل "صافيناز" وغيرها في حين هناك أحداث تجري في مصر أهم بكثير ومرتبطة بأمن مصر، معربًا عن رفضه لفكرة وجود تسفية للقضايا وتغيير أولويات الناس، ضاربًا مثال على ذلك بالحديث عن كتاب التاريخ الذي أخذ حجم أكبر من حجمه، قائلًا: "محمود بدر كان له دور في الثورة وناس آخرين لهم أدوار أخرى، فلا نريد أن تأخذ المسألة حجم كبير وهي أمور صغيرة وستمر". وشدد مدير تحرير "الوطن"، على أن الإعلام المصري قام بدور عظيم في ثورة 30 يونيو وما بعدها، موضحًا أن هناك مساحات فارغة في الإعلام، مطالبًا الدولة أن تكون أكثر حيوية في توصيل المعلومات للناس، متابعًا: "الفيس بوك أصبح كارثة من كوارث الدنيا وموقعًا للسب والقذف ونشر الأخبار المغلوطة بدلًا من التواصل الاجتماعي". وأشار إلى أن: "مصر تحتاج إلى مجلس قومي لمواجهة الإرهاب فكريًا وأمنيًا"، موضحًا أنه يجب مشاركة الإعلام والأزهر والأوقاف والثقافة في المجلس القومي لمواجهة الإرهاب، لافتًا إلى أن فكرة المجالس الاستشارية جيدة ونتمنى أن تؤتي ثمارها في أقرب وقت. ونوه بأن صورة مصر تغيرت دوليًا وخصوصًا بعد أزمة غزة وبعد دخول تنظيم داعش للمنطقة، وكذلك تغيرت مصر بعد خطاب السيسي في الأممالمتحدة، متابعًا أنه لولا إدراك الجيش وسرعته في تقدير الموقف لكانت مصر مثل ليبيا وسوريا، مؤكدًا أن الجيش هو الذي حمى مصر. وأكد مسلم، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يخشى من أن يطبق النموذج المصري في تركيا وهو أن ينجاز الجيش للشعب، موضحًا أن أردوغان يريد انجياز الجيش للسلطة فقط، لافتًا إلى أن أردوغان يدعم داعش بالأسلحة لكي تصل للعراق وسوريا من خلال الأراضي التركية.