ظنوا فى أول الأمر أن المهمة فى وسط الصحراء مستحيلة، لكن بعد التحاقهم بالعمل فى المشروع والاطلاع على الخطط المستهدفة وماكينات الزراعة الحديثة والبنية الأساسية التى تم توفيرها لنجاح مشروع مستقبل مصر، تغيرت الصورة لديهم تماماً، فبعضهم كان يبحث عن فرصة عمل، وآخرون كانوا يعملون فى أراضٍ زراعية بأنظمة غير حديثة، لكنهم جميعاً وجدوا أنفسهم أمام مشروع قومى غير مسبوق. «إحنا بنشتغل فى أرضنا»، بهذه الكلمات عبّر «محمود» 22 عاماً، ويعمل مزارعاً فى الأرض المخصصة لمحصول الفاصوليا، عن شعوره منذ الالتحاق بالعمل فى مشروع مستقبل مصر، مضيفاً ل«الوطن»: «ده أفضل مشروع شُفته فى حياتى، هيبقى خير كبير لينا كلنا ولبلدنا، وهينقل البلد نقلة كبيرة ومش هيخلينا محتاجين محصول من بره». «محمود»: جودة المحاصيل أفضل وأكد «محمود» الذى يحمل شهادة تعليم متوسط، وكان يعمل بالأراضى الزراعية فى البحيرة، قبل الانتقال إلى المشروع، جودة المحصول فى مشروع «مستقبل مصر»، مشدداً على أنه أفضل من المحاصيل المزروعة فى مناطق أخرى من الوادى، وتابع: «الزراعة هنا أفضل بكتير من الزراعة فى أى مكان تانى بالوادى، لأن فيه ماكينات حديثة بنشتغل بيها سواء رى أو حصد مش موجودة بره، التكنولوجيا هنا داخلة فى كل مرحلة، وفيه اهتمام بالتسميد والمبيدات ومعالجة أى مشكلات فى التربة أو الزراعة، وكل ده بيخلى الثمرة فى النهاية تبقى فى أفضل جودة وصالحة للتصدير». «يوسف»: نظام الري متطور على مسافة من «محمود»، كان «يوسف»، أحد الفنيين العاملين فى مجال الرى، يقف أمام محصول الفول السودانى، وأشاد بمنظومة الرى المحورى المستخدمة فى المشروع، والتى تساهم فى ترشيد استخدام المياه وتوزيع الرى على المساحة المزروعة بنسب علمية، وقال: «نظام الرى هنا على أعلى درجة، وبيخلى الميَّه تروح لكل مكان فى الأرض، وفى نفس الوقت بيساهم فى تقليل كمية الميه المستخدمة فى الرى، وبيحدد مستوى الملوحة المستهدفة، سواء بتقليلها أو زيادتها». وتحدّث «يوسف»، 34 عاماً، عن اليوم الأول لالتحاقه بالعمل فى مشروع مستقبل مصر، بالقول: «كنت فاكر فى الأول إنه مشروع عادى، زى مشروعات زراعية أخرى موجودة منذ فترة، لكن بعد ما دخلت المشروع هنا وشُفت الخرائط والماكينات والأرقام المستهدفة عرفت إننا قدام مشروع عملاق وغير مسبوق، وحاسس بفخر كبير لأنى مشارك فى هذا المشروع الوطنى». «إبراهيم»: كل يوم بنكسب خبرات وأضاف «إبراهيم» الذى كان يعمل على ماكينة حصد محصول البنجر: «الماكينات هنا على أعلى مستوى، وكنا أول مرة نشوفها واتدربنا عليها كويس، لكن الماكينات مابتشتغلش لوحدها، محتاجة عقل يشغلها ويتابعها ويديها الأوامر، وتلقينا تدريباً جيداً من المهندسين والمستشارين هنا فى المشروع، والجميع يتعامل معنا بشكل جيد، وكل يوم بنكسب خبرات أكبر». وأوضح «إبراهيم» أن سير العمل داخل المشروع يتم بنظام صارم يطبَّق على الجميع، متابعاً: «فيه نظام هنا فى كل حاجة، بداية الشغل بميعاد وتسليم الوردية بميعاد، وعندنا أوقات للراحة محددة، مفيش مجال للهزار أو الشغل بنُص هِمَّة، كلنا قلبنا على الشغل والأرض والمحصول وبنشتغل كأننا فى ملكنا الحقيقى وفى أرضنا لأننا عارفين أهمية المشروع اللى احنا شغالين فيه، وبإذن الله هيكون أكبر مشروع فى مصر». وأكد «إبراهيم» أنه يشعر هو وزملاؤه بسعادة كبيرة نظراً لعملهم داخل أحد المشروعات القومية، وتابع: «طبعاً سعداء كلنا، لأننا عارفين إن تعبنا وعرقنا بيخدم بلدنا وأهلنا فى كل حتة فى مصر، وهنا بدل المحصول الواحد فيه عشرة، أنواع وأشكال من المحاصيل الزراعية اللى بتدخل كل بيت».