حصلت «الوطن» على تفاصيل تحقيقات النيابة فى واقعة هروب 21 سجيناً من سجن رقم 4 رجال بمدينة المحلة. وكشفت معاينة النيابة التى أجراها أحمد أبوالنجا مدير نيابة قسم أول المحلة أن السجن الذى هرب منه السجناء كان بابه الخارجى مفتوحاً ولا توجد عليه أى حراسة مطلقاً، وتبين من التحقيقات الأولية أن هناك اتفاقاً بين السجناء على الهروب فى هذا التوقيت. وكشفت التحقيقات عن مفاجأة جديدة تمثلت فى أن السجناء انهالوا على الحراس عند الهروب بأسلحة بيضاء وأدوات طعام مدببة على هيئة أسلحة. وجاء فى التحقيقات، التى يشرف عليها هشام عبدالعال رئيس النيابة الكلية، أن النيابة استمعت إلى اثنين من الحراس وجدا أمام باب الزنزانة التى هرب منها السجناء، وأشارت أقوالهما إلى أنه فى التاسعة صباح كل يوم يحضر عمال النظافة لجمع القمامة التى توجد داخل الزنازين حيث يقفون أمام الأبواب فى وجود الحراس، ونظراً لأن يوم الجمعة -الذى تمت فيه عملية الهروب- إجازة لعمال النظافة، فإن تعليمات الضابط النوبتجى كانت بتوجه الحارسين إلى الزنازين وجمع القمامة منها. وقال الحارسان فى التحقيقات إنهما توجها بالفعل إلى الزنزانة وفتحاها وقام أحدهما بالدخول لجمع القمامة لكنهما فوجئا بأحد السجناء يلقى فى وجهيهما مياهاً «مغلية» وتبعه 17 سجيناً بالهجوم على الحراس بالأسلحة البيضاء، وحاول أحدهم الاستيلاء على سلاح الحراس لكنه لم يتمكن وفر هارباً خارج السجن مع 20 متهماً آخرين. وأكدت التحقيقات وجود سيارة ميكروباص كانت متوقفة أمام السجن تنتظر السجناء ركبوا فيها جميعاً فور هروبهم وانطلقوا بعيداً عن السجن الذى لم تكن على أبوابه أى حراسة وكان مفتوحاً على مصراعيه. وأوضحت التحقيقات أن قوات الأمن ألقت القبض على 11 من السجناء الهاربين بينهم اثنان قاما بتسليم نفسيهما بعد الهروب، وأن النيابة ستقوم بالتحقيق معهما. وقال مصدر قضائى بنيابات المحلة إن السجن الذى هرب منه المتهمون كان به 70 سجيناً، وإن النيابة ستستمع لأقوال 50 منهم الذين لم يهربوا أثناء هروب زملائهم كشهود بالإضافة لسماع أقوال باقى الضباط وأفراد الشرطة الموجودين بالسجن عند ارتكاب واقعة الهروب. وأضاف المصدر أن التحريات الأولية تشير إلى وجود اتفاق جنائى بين المتهمين على الهروب فى هذا التوقيت وبهذه الطريقة وأن الاتفاق تضمن انتظار سيارة ميكروباص خارج السجن لنقلهم من المكان فور نجاح عملية الهروب. وقال اللواء أسامة بدير، مدير أمن الغربية، ل«الوطن»، إن المياه المغلية التى ألقيت على الحراس حصل عليها السجناء عن طريق سخان المياه الذى تم تركيبه لتوصيل مياه ساخنة للسجناء بناء على تعليمات مصلحة السجون ومطالبات مؤسسات حقوق الإنسان التى كانت تزور السجون، مشيراً إلى أن السخان يقع خارج الزنازين وتوجد حنفية داخل الزنزانة لتوصيل المياه داخلها. وأوضح «بدير» أن التحقيقات الداخلية أثبتت عدم تلقى أى رشاوى من أى فرد أو ضابط لتسهيل عملية الهروب، وأن الحادث يتمثل فى إهمال جسيم من قبل المسئولين عن السجن فتقرر بناءً عليه توجيه اتهام الإهمال الجسيم لنائب مأمور السجن والضابط النوبتجى وأمين شرطة واثنين من المخبرين. وتابع مدير الأمن: ألقينا القبض على 11 من السجناء الهاربين هم هيثم محمد عبدالهادى ومحمود السيد إبراهيم وجبر حسنى عبدالله ورفعت رأفت ومحمد الباز الشحات ومحمد محيى حسن ومحمد عباس عبدالرحمن وهشام ومصطفى عبدالعزيز ومحمد السيد أحمد ومحمد ممدوح ورضا عطا الله، مشيراً إلى أن الهاربين الذين لم يُلقَ القبض عليهم حتى الآن هم من عائلة «صهيون» وتكثف قوات الأمن جهودها للقبض عليهم. وفى سياق متصل تكثف مباحث الغربية برئاسة اللواء عبداللطيف الحناوى، مدير المباحث الجنائية، جهودها للقبض على باقى السجناء الهاربين. وتشهد المدينة العمالية تكثيفاً أمنياً من قوات البحث الجنائى على مداخل ومخارج مدينة المحلة خاصة بالطرق الفرعية الواصلة بين مدن المحلة وطنطا والمنصورة وسمنود وكفر الشيخ، سعياً للقبض على باقى المتهمين الهاربين وإعادتهم لقسم الحجز فى ذات القسم واتخاذ الإجراءات القانونية بشأنهم. وتمكن الرائد حسن أبوالمجد، رئيس مباحث قسم أول المحلة، من ضبط سائق السيارة التى ساعدت المتهمين على الهرب من حجز القسم، وجارٍ استجوابه، كما كشف السائق أثناء التحقيقات الأولية أن السيارة ملك أحد السجناء وقام بإنزالهم فى عزبة بالقرب من الطريق الدائرى. وكشف مصدر أمنى مسئول بمديرية أمن الغربية، ل«الوطن»، عن أن التحقيقات الأولية فى واقعة هروب السجناء أظهرت تورط عدد من أفراد الشرطة فى واقعة تلقى رشوة مادية من أهالى عدد من المتهمين، وعلى رأسهم عائلة صهيون، مقابل تهريب أبنائهم وعدد من السجناء برفقتهم من المتهمين فى قضايا حيازة مواد مخدرة وأسلحة نارية غير مرخصة. كما تجمع العشرات من أهالى المتهمين أمام قسم أول المحلة، مرددين هتافات تتهم أفراد ورجال الشرطة الموجودين بالقسم بتلقى «رشوة».