أجل المهندسون والعاملون بشركة الحديد والصلب المصرية، مسيرة كانوا يعتزمون تنظيمها بالأكفان إلى قصر الاتحادية ومجلس الوزراء، احتجاجاً على تجاهل الحكومة لتدهور أوضاع الشركة. وقال المهندس محمد سعد نجيدة، رئيس شركة الحديد والصلب، ل "الوطن" غن العاملين أخطروه بتأجيل "مسيرة الأكفان" ومراسم دفن "الحديد والصلب" بعد تلقى ادارة الشركة اتصالات واستفسارات من مسؤولين حكوميين للتوصل إلى حلول لمشاكل الشركة التى تعانى من الاستدانة من "الشركة القابضة للصناعات المعدنية" لدفع رواتب العمال، ونقص الخامات، وسرقة الإنتاج والمعدات المتكرر، وارتفاع فاتورة الطاقة، ومخصصات العلاج، وزيادة التعيينات، ومطالب فئوية متجددة. وكان عمال الشركة ومهندسيها قد اتهموا الحكومة بإدارة مخطط لهدم صرح "الحديد والصلب" المملوك للشعب لصالح عدد من رجال الأعمال بقصد أو بدون، وعدم مواجهة عمليات السطو والنهب "الممنهجة" لأصول ومخازن وأراضى الشركة، التى تتم تحت سمع وبصر المسؤولين، وكأن هذا الصرح الصناعى العملاق ليس مصريا وإنما فى دولة أخرى، على حد قولهم. وأوضح نجيدة أن الشركة أرسلت مذكرة للرئيس محمد مرسى متضمنة حلول الأزمة، لإنقاذ 12600 عاملا من التشريد، خوفا من أن تأتى الحكومة بمستثمرين من القطاع الخاص لشراء الشركة والقضاء على صرح صناعى مصرى عملاق. وقال رئيس "الحديد والصلب" ل"الوطن" ان التدخل الحكومى جاء فى وقته تماماً قبل انهيار الشركة، وخاصة فى ظل حرب طاحنة متوقعة فى سوق الحديد المصرية، التى تستعد لاستقبال دفعات من الحديد الصينى، بسعر يقل ألف جنيه عن السعر المحلى. وطلبت غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، من جهاز "منع الإغراق"، اتخاذ إجراءات لحماية الإنتاج المحلى، ورد الجهاز بأنه لن يتحرك إلا بعد وصول الشحنات إلى مصر، وذلك رغم اتخاذ دول عديدة إجراءات لحماية أسواقها من الاغراق وفرض رسوم على وارداتها من الحديد الصينى والتركى.