فى حفل ملكى ذى طابع خاص بمدينة ستكهولم السويدية، تقدم بخطى ثابتة نحو ملك السويد، فقام الأخير بمصافحته وسلمه جائزة نوبل فى الكيمياء لعام 1999، هو مشهد لم تنسَه مصر يوماً، حينها قيل إنه وبعد آلاف السنين عاد حفيد الفراعنة ليغير مجرى العلم مرة أخرى باختراعه الذى أتبعه العديد من الاكتشافات التى أفادت العالم كله. كانت الجائزة التى تسلمها العالم المصرى الدكتور أحمد زويل عن اختراعه لوحدة زمنية تخطت حاجز الزمن العادى بالولوج إلى وحدة زمن «الفيمتو ثانية»، وعلمياً الفرق بين الثانية، والفيمتو ثانية كالفرق بين الثانية و32 مليون سنة. بعدها ظل اسم ابن مدينة دمنهور محفوراً فى أذهان المصريين، كابن بار رفع علم مصر عالياً، لم ينسَ يوماً حقها عليه، فعاد بمشروع مدينة زويل للعلم والتكنولوجيا، وهى مبادرة لتطوير العلم والتعليم فى مصر، ولكنه فوجئ بالنظام الأسبق يضع أمام مشروعه العراقيل، مما أخر ظهوره للنور لمدة 11 عاماً كاملة، كان يتمنى أن تصبح هذه الجامعة كمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا الذى عمل به منذ عام 1976 وهو من أكبر الجامعات العلمية فى أمريكا. وبعد أن انتفض الشعب ليسقط النظام ويجبر «مبارك» على ترك منصبه، عادت الأنظار إلى مشروع «زويل» مرة أخرى أملاً فى مستقبل أفضل لمصر الجديدة، ولبى الرجل دعوة الرئيس المعزول محمد مرسى حينها فى اللقاء، آملاً فى أن ينتج عنه تحرك جاد ليرى مشروعه النور، ولكن الأزمات السياسية التى صاحبت فترة حكم الإخوان أجّلت الكثير من المشاريع وعلى رأسها مشروع مدينة زويل، دعا العالم المصرى حينها «مرسى» إلى لم شمل القوى الوطنية حتى تستقر الأوضاع فى مصر، وبعد عزل «مرسى» وجد «زويل» نفسه فى مواجهة مع جامعة النيل التى نازعته قضائياً على أرضها التى كان يريد أن يقيم عليها مشروعه، ولكنه لم يستسلم وشرع فى بناء مقر جديد لمشروعه العلمى. وكما دبت الحياة مرة أخرى فى جسد العالم الجليل بعد شفائه من مرض عضال، دبت الحياة مرة أخرى إلى أحلامه، حين دشن الرئيس عبدالفتاح السيسى مجلساً استشارياً علمياً لكبار علماء وخبراء مصر فى جميع المجالات وعلى رأسهم «زويل» الذى رحب بفكرة المجلس وبفكرة استعانة رئيس بعلماء الوطن فى حل مشاكله، أما حلمه (مدينة زويل) فقد قطع «السيسى» وعداً بأن يحضر بنفسه افتتاح المشروع، ليعود «زويل» إلى الساحة مرة أخرى، ويعود معه الأمل فى أن يقدم العلم حلولاً غير تقليدية للمشاكل التى تواجه مصر.