سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الخارجية» ترفض التعليق على وقف مساعدات أمريكية لمصر بنصف مليار دولار.. ودبلوماسيون: ألاعيب انتخابية وفد من «الخزانة الأمريكية» يبحث مع مسئولين مصريين دعماً عاجلاً للاقتصاد.. حفاظاً على وضع مصر فى المنطقة
امتنعت الخارجية المصرية عن التعقيب على قرار مجلس الشيوخ الأمريكى بتعليق منح معونة إضافية عاجلة لمصر بنحو نصف مليار دولار أمريكى، والذى جاء بعد يوم واحد من لقاء محمد كامل عمرو، وزير الخارجية، مع نظيرته الأمريكية هيلارى كلينتون، بدعوة منها، لمناقشة الأزمة السورية. وأكد عدد من الدبلوماسيين أن قرار تعليق المساعدات يأتى كحلقة ضمن المعترك الانتخابى على الرئاسة الأمريكية بين المرشح الديمقراطى باراك أوباما ومنافسه الجمهورى ميت رومنى، مشددين على أن ذلك لا ينفى وجود «حالة غيوم فى العلاقات بين القاهرةوواشنطن». وقال الدكتور نبيل فهمى، سفير مصر الأسبق لدى واشنطن: إن تمرير المساعدات الأمريكية يحتاج قراراً من الكونجرس بمجلسيه «الشيوخ» و«النواب»، ومنع المساعدات عن مصر جاء باقتراح من لجنة الاعتمادات فى مجلس الشيوخ تبنته رئيسة اللجنة، وهى السيناتور كاى جرانجر المنتمية للحزب الجمهورى، ويرتبط موقفها الراهن بالمناخ العام للانتخابات الأمريكية. وأضاف فهمى أن «قضية الانتخابات هى الحاكمة، فى هذا الأمر»، مشيراً إلى أن «الصورة برمّتها تعكس اتجاهاً سلبياً فى العلاقات بين القاهرةوواشنطن»، وأشار إلى أن «الجمهوريين رأوا فى مسألة المساعدات توجيه سهام جديدة لأوباما، بعد الانتقادات الواضحة، على خلفية رد الفعل الرسمى المصرى تجاه المظاهرات فى محيط السفارة الأمريكيةبالقاهرة، احتجاجاً على الفيلم المسىء للرسول، كما أن البعض يربط بين مواقف سابقة لجرانجر تجاه مصر إبان أزمة تمويل منظمات المجتمع المدنى واتهام شخصيات أمريكية، وبين تصعيدها الراهن ضد مصر». وقال السفير أمين شلبى المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية إن «هذا السلوك من قبل الكونجرس ليس بجديد على العلاقات المصرية الأمريكية، ففى كافة أوقات التوتر بين الجانبين أو عندما يرى الكونجرس أن السلوك المصرى لا يتفق مع الرؤية الأمريكية تظهر ورقة المساعدات، لكن دائماً مايكون الرد على الكونجرس من قبل الإدارة الأمريكية التى تدرك أهمية العلاقات مع مصر»، مشيراً إلى أن كافة هذه الأمور ستتغير، مع انتهاء الماراثون الانتخابى فى نوفمبر المقبل. وفى الوقت الذى قرر فيه مجلس الشيوخ منع تحويل المساعدات العاجلة إلى مصر، يبحث وفد اقتصادى من وزارة الخزانة الأمريكية مساندة الاقتصاد حفاظاً على وضع مصر الاستراتيجى. وقال مصدر دبلوماسى ل «الوطن»، «إن الوفد الأمريكى وصل مساء أمس الأول برئاسة مريم سابيرو نائب الممثل التجارى الأمريكى، ويضم أعضاء من وزارة الخزانة الأمريكية للقاء عدد من المسئولين المصريين». وأضاف المصدر أن اللقاءات ستتناول إعداد برنامج عاجل لمساندة الاقتصاد، حفاظاً على وضع مصر كشريك استراتيجى فى المنطقة وتوسيع إطار الاتفاقيات الاقتصادية، مشيراً إلى أن «الاجتماعات بين المسئولين الأمريكيين والمصريين سوف تتوقف لحين الانتهاء من الانتخابات الأمريكية المقررة فى شهر نوفمبر المقبل، ثم يبدأ استنئاف المفاوضات والمناقشات بشأن المساعدات المخصصة لمصر».