لم يكن «يوسف» يعلم أن وداعه لأصدقائه الذى اعتاد لعب كرة القدم معهم، هو وداع أبدى وليس لمدة 4 أيام لقضاء إجازة المصيف فى العين السخنة، فقد لقى الصغير حتفه قبل أن يلتحق بالصف الخامس الابتدائى، ويفرح بالزى والكتب الجديدة، التى استلمها قبل سفره بأيام. يوسف أيمن، طفل غرق منذ أيام فى حمام سباحة يتبع أحد فنادق العين السخنة، وروت والدته نجوى مختار، وقائع الحادثة، والإهمال الجسيم الذى تسبب فى الحادث، بأنه فور وصولهم للفندق، وأثناء إتمامهم لإجراءات الدخول، ألح الطفل على والديه لنزول حمام السباحة، حتى سمحوا له بالنزول بمصاحبة أخته، وبعد مرور وقت قصير سمعوا صرخات بعض النزلاء لتعلن عن وجود غريق، ولم تكتشف أسرة الطفل أن «يوسف» هو من لقى حتفه. أسرعت الأسرة للبحث عن الطفل فى حمام السباحة الخاص بالأطفال فلم يجدوه، ليكتشفوا بعدها أنه استقر فى قاع حمام السباحة، لعدم وجود حارس يمنع الأطفال من النزول، ورغم صرخات النزلاء لم يكن هناك أى فرد إنقاذ يتبع الفندق ليقوم بمحاولة إنقاذه، إلى أن قام أحد النزلاء بإخراجه من المياه، واستدعت إدارة الفندق فرد إسعاف، ثبت فيما بعد أنه لا يحمل رخصة، ووفقاً لرواية الأم ظل يضغط على بطن وصدر «يوسف» بشكل عشوائى، رغم أن الطفل كان وقتها قد لقى حتفه. ظل «يوسف» مستلقياً على رصيف حمام السباحة إلى أن أتت عربة الإسعاف بعد نصف ساعة لعدم وجود وحدة إسعاف فى المنطقة، حيث تم استدعاؤها من السويس، إضافة إلى عدم وجود مستشفى فى كل أنحاء العين السخنة، وكان أقرب مستشفى لهم هو «السويس العام» الذى يبعد حوالى 75 كيلو. عمرو مختار، خال الطفل، فطن إلى محاولات إدارة الفندق تبرئة ساحتها من خلال الضغط على والد «يوسف»، وإقناعه بحمل الطفل والعودة إلى القاهرة لدفنه، بحجة أن عمل محضر سيترتب عليه تشريح الجثمان، وعدم استخراج تصريح بالدفن، وهو ما لم يقتنع به الأب الذى حرر محضراً ضد إدارة الفندق بالفعل فى قسم شرطة «عتاقة» فى السويس، حسب «مختار». الأب المكلوم اكتفى بترديد «حسبى الله ونعم الوكيل» بعد علمه بأن حمام السباحة شهد وفاة طفل آخر منذ حوالى أسبوعين، ثم دفن ابنه فى الثامنة مساء، على أضواء الكشافات.