الأم في أواخر شهرها التاسع، تستعد لتضع مولودتها، الخالة أيضًا تنتظر ابنة شقيقتها، ولكن ليست بفرح وسرور كما تعودت «الخالات»، فبدلًا من الإعداد للعقيقة و«السبوع» وتزيين كافة أرجاء البيت؛ استقبالا واحتفاءً بفرد العائلة الجديد، كان هناك مصير آخر مجهول ينتظر الطفلة، التي لم يتعد عمرها سوى سويعات قليلة، و«صندوق الزبالة» المتسخ هو بيت الطفلة الجديد. قبل الدخول لغرفة العمليات لإجراء ولادة قيصيرية، اتفقت الأم مع الخالة، على التخلص من الطفلة، فور ولادتها، وهو الأمر الذي انصاعت له الأخيرة، حيث أخذت الطفلة من الطبيب الذي أجرى العملية لشقيقتها، وقامت بإلقائها في صندوق قمامة قريب من المستشفى. وعلى إثر ذلك، قرر المستشار علاء السعدني المحامي العام الأول النيابة جنوبالمنصورة الكلية، إحالة أم وشقيقتها وشخص ثالث إلى محكمة جنايات المنصورة، بمحافظة الدقهلية، بتهمة الشروع في قتل الطفلة الرضيعة «مريم» عقب ولادتها بمستشفى خاص بمدينة السنبلاوين، وذلك بعد أن اتفقت الأم مع شقيقتها على استلام الطفلة والتخلص منها بعد الولادة وهو ما فعلته خالة الطفلة لتي ألقتها في صندوق قمامة بالقرب من المستشفى، إلا أن الأهالي سمعوا صراخ الطفلة، وتجمعوا حول الصندوق، وحضرت ممرضة وأخذتها إلى المستشفى لتقديم الرعاية الصحية لها وأنقذتها من الموت. إحالة المتمهين إلى الجنايات وقرر المحامي العام الأول محاكمة كل من: الأم «لولية م. م.»، 27 سنة ربة منزل، وشقيقتها «أسماء م. م.»، 23 سنة، ربة منزل، من مركز السنبلاوين، محبوستين، و«محمود ج. م.» هارب، وذلك في القضية رقم 11899 لسنة 2021 جنايات مركز السنبلاوين، والمقيدة برقم 1487 السنة 2021 على جنوبالمنصورة. شخص ثالث وراء الواقعة وجاء في قرار الإحالة أنه بتاريخ 5/3/2021 بدائرة مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، شرعت المتهمة الأولى والثانية في قتل المجني عليها الطفلة حديثة الولادة «مريم ا.م.» عمدا، وكان ذلك مع سبق الإصرار بأن بيتا النية وعقدا العزم على قتلها بأن اتفقت الأولى مع الثانية بأن تقوم الأخيرة باستلام الطفلة المجني عليها من مستشفى مكة التخصصي عقب ولادتها مباشرة، وتركتها في محل خال من المارة - صندوق قمامة فحدثت إصابتها الموصوفة بالتقرير الطبي، قاصدين من ذلك إزهاق روحها، إلا أن أثر جريمتهما أوقف لسبب لا دخل لإرادتهما به، وهو العثور على الرضيعة، التي لا تزال على قيد الحياة. كما أنهما عرضا للخطر المجني عليها، وذلك بتركها في محل خال من الآدميين - صندوق قمامة - وذلك على النحو المبين بالتحقيقات، كما أن المتهم الثالث اشترك بطريق التحريض مع المتهمتين الأولى والثانية في ارتكاب الجريمة محل الاتهام. شهود عيان: سمعنا صوت الطفلة في صندوق القمامة وبسؤال شهود العيان، أكدت «حنان ج. م.»، 30 سنة ممرضة بالسنبلاوين، أنها حال مباشرتها مهام عملها تناهى إلى سمعها أصوات صياح، وباستبيانها الأمر أبصرت جمعًا من الأهالي ملتفين حول صندوق قمامة وبإمعانها النظر، وجدت الطفلة المجني عليها ملقاة بداخله، فالتقطتها وقدمت لها الرعاية الصحية اللازمة وأخطرت الشرطة بذلك. وقال الدكتور «صبحي ح. ا.» الشاهد الثاني، إنه حال مباشرته مهام عمله بمستشفى مكة التخصصي الكائنة بمركز السنبلاوين، قدمت إليه المتهمة الأولى حال كونها حامل لإجراء عملية ولادة قيصرية لها بناء على كشف طبي منه عليها مسبقا فأجرى لها تلك العملية، وأن الجنين المولود آنذاك كانت أنثى وبحالة صحية جيدة، وأعطى الطفلة حديثة الولادة إلى شقيقتها المتهمة الثانية لتواجدها رفقتها آنذاك.