استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى صباح أمس، أصغر طفلة تبرعت لصندوق «تحيا مصر» فى مقر الرئاسة بقصر الاتحادية. وذهبت الطفلة بصحبة عائلتها لمقابلة الرئيس، وذلك بعدما نشرت «الوطن» قصة تبرع الطفلة حياة أيمن سعدالدين، التى لا يتعدى عمرها 8 سنوات، بكل ما فى حصالتها الصغيرة من نقود لصالح مصر. وكانت النقود التى جمعتها عبارة عن مصروفها والعيدية، وجائزة حصلت عليها فى مسابقة للقرآن الكريم. «الوطن» التى نشرت القصة صاحبت الطفلة خلال رحلتها إلى الاتحادية وعلمت منها تفاصيل ما جرى فى لقائها مع الرئيس. فى الساعة العاشرة صباحاً توجهت «حياة» بصحبة والدها ووالدتها وجدها وخالها إلى مقر قصر الاتحادية، وذلك بعد أن أحضرت معها هدية لتعطيها للرئيس فور مقابلتها له، وكانت الطفلة طلبت من والديها أن تشترى هدية للرئيس عبارة عن نسخة من القرآن الكريم، الذى تحفظ منه أجزاء كثيرة. وفور مقابلة الرئيس للطفلة حياة اقترب منها وقال لها «تسمحيلى أبوس راسك على اللى انتى عملتيه عشان مصر». وبعدها بدأ الرئيس فى الحديث معها قائلاً لها «هو انتى ليه بقى قررتى تتبرعى عشان مصر»، فردت «حياة»: «عشان أنا بحبها ونفسى تبقى أحلى بلد فى الدنيا». فابتسم قائلاً «المفروض كلنا نحب مصر ونعمل اللى علينا علشانها ويا ريت كل الأطفال اللى زيك يحبوها كده، واللى بيحبها لازم يشتغل بضمير علشانها». وعندما قامت «حياة» بإهداء الرئيس المصحف الشريف قام بتقبيله، وقال لها «ده كلام ربنا والقرآن مش بس بالحفظ لكن إحنا كمان لازم نعمل بيه عشان نبقى مسلمين صح»، وتابع «إنتى عارفة إن أولادى وهما فى سنك كانوا حافظين نص القرآن ولما بقى عندهم 12 سنة كانوا حافظين القرآن كله». وقالت الحاجة بدر البدور محمد على، جدة الطفلة للرئيس إن «حياة أيام ثورة 25 يناير كانت خايفة على البلد والناس وكانت بتعيط كتير عشان الناس اللى بتموت وماهديتش إلا لما الدنيا استقرت ووديتها ميدان التحرير بنفسى عشان تتأكد إن مابقاش فى أى مشاكل وإن مصر بخير». وتابعت الجدة، التى استمع إليها الرئيس باهتمام «إحنا من سوهاج وكان فيه قلق كتير عندنا لما كانوا بيحاولوا يحرقوا الكنائس، وده برغم إننا طول عمرنا عايشين مع بعض على الحلوة والمرة ده أنا حتى باسيب مفتاح بيتى مع جارتى المسيحية». وأنهت حديثها معه قائلة «عندما كنت طفلة صغيرة فى الصف الأول الإعدادى أرسلت خطاباً إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كتبت فيه: بابا جمال نفسى يكون عندى صورة ليك، وفوجئت بعدها به يرسل لى صورته موقعة بخط يده فاحتفظت بها لأورثها لأبنائى من بعدى، وأتمنى اليوم أن أحصل على صورة لك موقعة بخط يدك لأورثها لأحفادى»، فابتسم لها الرئيس قائلاً «لى الشرف أن أعطيكى صورة لى فأنتم أهلى وأنا فخور بكم»، ثم وقع على صورة له وأهداها للجدة والحفيدة. وقدمت الدكتورة فيروز محمد محمود والدة الطفلة نسخة من رسالة الدكتوراه التى أجرتها على مشروع «ابنى بيتك» بعنوان «التجميل البيئى ودوره فى إثراء الجانب الجمالى لمدينة ابنى بيتك لمحدودى الدخل». وقبل أن ينتهى لقاء أسرة «حياة» مع الرئيس سألها «عاوزة تشوفى مصر إزاى؟» فردت عليه قائلة «نفسى أشوف مصر نظيفة وأحسن بلد فى الدنيا» فرد عليها قائلاً «مصر حقها علينا إنها تبقى نظيفة وجميلة ولازم كلنا نساعد فى ده والواحد مش بس مايرميش حاجة على الأرض، لا إحنا كمان ممكن نساعد فى نظافة بلدنا». بينما قال له المهندس أيمن سعدالدين والد «حياة»: «أنا فخور بابنتى وأنها عندها حس وطنى، وصحيح اتفاجئت برغبتها فى التبرع لصالح صندوق تحيا مصر وإنها لم تطلب مثل مثيلاتها فى نفس العمر أن تشترى بنقودها لعبة، ولكننى شعرت بسعادة كبيرة عندما وجدتها تطلب وتلح أن تذهب بنفسها إلى البنك للتبرع، وبالفعل كانت سعيدة جداً عندما فعلت ما طلبته وقالت لنا: نفسى الناس كلها تيجى تتبرع عشان مصر محتاجانا كلنا». وفى نهاية اللقاء داعب الرئيس «حياة» قائلاً «أنا عاوزك تصرفى نص مصروفك والنص التانى تتبرعى بيه عشان مصر»، فابتسمت له ثم ودعته.