يعتبر نفسه أحد أبناء مهنة ظلمتها الدولة ليس مادياً فقط بسبب عدم وجود مظلة تأمينية ومعاش للعاملين فى مهنة «المأذونية»، ولكن معنوياً أيضاً بسبب الهجوم على المأذونين بين الحين والآخر، حيث أكد محمد خضر مأذون فى منطقة عين شمس أن السفيرة ميرفت التلاوى، رئيس المجلس القومى للمرأة طالبت ذات مرة بإلغاء مهنة المأذون، وفى أخرى تم اتهام المأذونين بأنهم سبب فى زيادة نسب الطلاق فى مصر بعد دراسة أصدرها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء مؤخراً بتراجع معدل الزواج فى عام 2013 فى مقابل زيادة نسب الطلاق. ■ منذ متى تعمل بهذه المهنة؟ - منذ تخرجى، فهى مهنة العائلة منذ عام 1850 ولدينا 15 مأذوناً منتشراً فى كافة أحياء القاهرة. ■ ما رأيك فى دراسة «التعبئة العامة والإحصاء» بزيادة نسب الطلاق مقارنة بنسب الزواج؟ - حقيقى، وأنا كمأذون أعترف بذلك، فالأسبوع الذى يشهد من 10 إلى 13 حالة زواج يشهد 15 حالة طلاق. ■ ما الأسباب من وجهة نظرك؟ - الأسباب كثيرة، منها البعد عن تعاليم الدين «والناس بقى خلقها ضيق»، ده غير حالة الندية التى انتشرت بين طرفى العلاقة، فالرجل والمرأة لا يذهبان إلى المأذون بغية الصلح بل بغرض أن يخرج كلاهما منتصراً حتى لو كان على حساب العلاقة نفسها. ■ ما رأيك فيمن يطالب بإلغاء دور المأذون باعتبار أنه السبب فى زيادة حالات الطلاق، كما قالت السفيرة ميرفت التلاوى؟ - المطالبة فيها جهل بالشرع والدين والقوانين، أولاً دور المأذون فى مصر مثل منسق الشهر العقارى فقط يقوم بتسجيل حالة الطلاق أو الزواج، ومع ذلك نحن لا نكتفى بذلك الدور بل نرفض تطليق أى طرفين إلا بعد محاولات صلح كثيرة، وفى وجود الأهل. ■ وهل المأذونون ليس لهم دور فى زيادة نسب الطلاق؟ - قد يكون لهم دور، ولكن هناك أسباب، فهناك من يحترف المهنة لمجرد الكسب، فالدولة لا توفر أى حماية للمأذون، فلا يحصل على معاش أو تأمين صحى، وليس له راتب محدد كما تفعل بقية الدول، وفى النهاية المأذون وراءه عائلة مسئول عنها. ■ ما الحل من وجهة نظرك؟ - تطوير دور المأذون فلا يقُيد باللوائح الكثيرة كما يتم الآن، ويعُامل كموظف فى الدولة، يكفى أن أحكى واقعة أننى كمأذون جلست 14 ساعة للصلح بين زوجين ونجحت فى ذلك، ولكن ليس كل المأذونين مثلى يسعون لدور اجتماعى وليس المال فقط.