سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزراء «النيل الشرقى» يجتمعون غداً بالخرطوم لحل أزمة «النهضة» «مغازى»: مصر تعانى عجزاً مائياً تجاوز 23 مليار متر مكعب سنوياً.. ووفد من «الخارجية» فى إثيوبيا لحل «أزمة جنوب السودان»
تبدأ غداً اجتماعات وزراء المياه بدول حوض النيل الشرقى، مصر والسودان وإثيوبيا، بالعاصمة السودانية الخرطوم، لمناقشة الخلافات حول سد النهضة الإثيوبى، وتقريب وجهات النظر «المصرية - الإثيوبية» حول استكمال دراسات تقييم المشروع، والتوصل إلى آلية تضمن عدم الإضرار بالحقوق التاريخية لمصر من مياه النيل طبقاً للاتفاقيات الدولية للأنهار المشتركة، فيما قالت مصادر مطلعة بملف مياه النيل إن الوفد المصرى، برئاسة الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية، سيشدد على ضرورة استكمال الجولات السابقة للمفاوضات وليس البدء فى جولة جديدة، لسرعة الانتهاء من النقاط العالقة حول السد. من جانبه، قال الدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى، إن مصر تعانى عجزاً مائياً كبيراً بسبب زيادة الطلب على المياه لأغراض الزراعة والصناعة أو مياه الشرب، وإن العجز تجاوز 23 مليار متر مكعب من المياه سنوياً يتم تعويضها بإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى ومعالجة مياه الصرف الصحى والصناعى، مشدداً على أن نصيب الفرد من المياه بلغ 620 متراً مكعباً من المياه أقل من المتوسط العالمى للفقر المائى البالغ 1000 متر مكعب، وهو ما يعنى أننا فى مرحلة «الشُّح» المائى التى ستزداد وطأتها فى السنوات المقبلة بسب الزيادة السكانية التى تعانى منها مصر. وأضاف «مغازى»، فى تصريحات صحفية أمس، أن التعاون مع دول حوض النيل يعتبر أحد المحاور الرئيسية للسياسة المائية المصرية، وأن مصر تسعى دائماً إلى تقديم الدعم الفنى ونقل الخبرات فى مجال إدارة الموارد المائية لأشقائها بدول حوض النيل من خلال مشروعات التدريب وبناء القدرات. وشدد على أهمية الانتفاع بفواقد المياه فى المستنقعات وهى كميات ضخمة تُلبى احتياجات كل دول حوض النيل وشعوبها، إذا ما أُحسنت إدارتها واستخدامها، موضحاً أن جهود مصر منذ الستينات تركز على أن تنفيذ المشروعات المشتركة بين دول حوض النيل هو خط التعاون الأمثل بين شعوب الحوض. وأكد تقرير لوزارة الموارد المائية والرى أن الإيراد الواصل للسد العالى، أمس، بلغ 673 متراً مكعباً بزيادة 9 سم على منسوب الجمعة، موضحاً أن إجمالى كميات المياه المنصرفة خلف أسوان بلغ 205 ملايين متر مكعب، وارتفع منسوب الماء أمام السد العالى إلى 175.42 متر. من جهة أخرى، توجه وفد من وزارة الخارجية لمتابعة المفاوضات الخاصة بأزمة جنوب السودان تحت رعاية تجمع «الإيجاد». وقال الدكتور بدر عبدالعاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، فى تصريحات صحفية، إن مصر تتابع عن قرب تطورات الأزمة السياسية والإنسانية فى جنوب السودان منذ اندلاعها فى منتصف ديسمبر الماضى، التى اندلعت على أثرها مواجهات مسلحة عنيفة بين الحكومة السودانية وجبهة المعارضة المسلحة فى الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة نائب رئيس جنوب السودان السابق «رياك مشار»، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا من أبناء دولة جنوب السودان الشقيقة، ونزوح مئات الآلاف من المدنيين العزل، الأمر الذى أدى إلى نشوب أزمة إنسانية طاحنة. وأضاف أن الاستجابة المصرية لتلك الأزمة كانت سريعة وفعالة، حيث تم إرسال وفود عالية المستوى إلى جوبا للقاء الأطراف المتنازعة والعمل على احتواء الصراع القائم، كما تم إرسال مساعدات إنسانية من الغذاء والدواء، فضلاً عن إجراء اتصالات سياسية بكل أطراف النزاع شاركت مصر بمقتضاها فى متابعة المفاوضات السياسية ودعم جهود الوساطة. وفى ضوء أهمية جولة المفاوضات الحالية، ونظراً لمرورها بمرحلة حساسة ودقيقة تتعلق بإجراءات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والضمانات والأطر الحاكمة لتشكيل الحكومة الانتقالية، كلف سامح شكرى، وزير الخارجية، بتوجه وفد من الوزارة إلى أديس أبابا لتشجيع الأطراف على إنجاح المفاوضات، ونقل الرؤية المصرية للحل، وتأكيد استعداد مصر لمساعدة وفدَى الحكومة والمعارضة.